
بيان
اعتداءات وانتهاكات لحقوق الانسان بحق الايزيديين العراقيين
تابعت منظمتنا (منظمة حمورابي لحقوق الانسان) بقلق بالغ أوضاع الايزديين في قضاء سنجار، فقد تلقت العديد من الشكاوى من أبناء المنطقة، تعرب فيها عن تعرضها لاعتداءات وانتهاكات مستمرة، ففي يوم 17 آيار 2012، اعتقلت قوات الاسايش الكردي، المواطن الايزيدي كمو افدال عمي، بدون أي أمر قضائي وهو لايزال في التوقيف، وان السيد كمو عمي هو شيخ عشيرة في قضاء سنجار، وناشط في شؤون الاقليات، بالاضافة الى كونه رئيس فرع منظمة حقوق الانسان الايزيدي الدولية.
ان السيد كمو عمي معروف لدى منظمتنا، كأحد المدافعين عن حقوق الانسان وناشط في حقوق الانسان الايزيدي، حيث كان قد حضر قبل اعتقاله الى بغداد لحضور مؤتمر للعشائر العراقية، وحال عودته الى سنجار تم استدعائه من قبل الاسايش الكردي في ناحية سنوني، حيث تم اعتقاله وتحويله الى مقر الاسايش في مركز قضاء سنجار.
وعلمت منظمتنا من خلال ناشطين ايزديين ان اعتقال السيد كمو عمي، يأتي في اطار ممارسات سياسية وضغوطات يفرضها الاسايش على الناشطين الايزديين، لاجبارهم على عدم الاتصال والتواصل مع بقية المكونات العراقية الا ضمن القنوات الكردية، وتقييد حركة الناشطين الايزديين غير الموالين لسياسات الاحزاب الحاكمة في الاقليم، وفرض أسلوب ونمط للتحرك ينحصر في اطار التعامل السياسي الكردي مع بقية المكونات ومع الحكومة الاتحادية، وان التحركات الحرة الخارجة عن هذا الاطار تكون مرفوضة كردياً، وأكدت المصادر نفسها، ان هذه الاعتقالات لها دوافع سياسية أكثر من أن تكون لغايات أمنية. وان منظمتنا تعد هذا الاسلوب تقييداً وانتهاكاً للحريات لاسيما حرية التعبير وحرية الاجتماع.
كما تلقت منظمتنا شكاوى من مواطنين في قضاء سنجار، تعرب عن ان القوات الامنية (قوات التدخل السريع)، المتواجدة في منطقتهم تقوم بمداهمات واقتحام لبيوت الايزديين واعمال استفزازية في ساعات متأخرة من الليل وبدون أوامر قضائية، مما يؤدي ذلك الى نشر الخوف والرعب بين العوائل والاطفال، مما يخلق نوعاً من الارباك. ويتخوف أبناء المنطقة من احتمالية حصول مواجهات بينهم وبين هذه القوات، لان طبيعة أقتحام البيوت ومهاجمة الاهالي، وعلى حسب قولهم لاتختلف عن طرق الارهابيين الذي يقتلون الابرياء.
ففي ايلول 2011، قامت هذه القوات بقتل المواطن الايزدي "صبري بدل ابراهيم"، عندما اقتحمت بيته بعد منتصف الليل، وهو رجل متقدم في السن، واعتقال ابنه الجريح وشخص آخر من أقربائه، كما قامت هذه القوة بسلب ونهب ممتلكات هذه العائلة، كما جرى تعذيب المعتقلين. هذا وقد كانت قد تعرضت العديد من الفنادق ومحلات المشروبات الكحولية التابعة للايزديين والمسيحيين الى التدمير والحرق في مدن زاخو ودهوك واربيل قبل بضعة أشهر.
وفي الوقت الذي تدين منظمتنا كل هذه الاعمال والممارسات ضد أبناء شعبنا من الايزديين، نطالب الحكومة الاتحادية في بغداد باتخاذ اجراءات سريعة لوقف كل الاعمال الاستفزازية والاعتقالات التي تمارسها القوات الامنية في سنجار خارج إطار القضاء، كما نطالبها بضرورة التدخل السريع لاطلاق سراح الشيخ كمو افدال عمي، فوراً لعدم وجود مسوغات امنية وقانونية موضوعية لاعتقاله، هذا الى جانب انه يعاني من مرض السكري وان قوات الاسايش لم تسمح أهله وذويه بزيارته، وحتى ادخال الادوية اللازمة له.
كما تطالب منظمتنا السيد مسعود البارزاني وحكومة اقليم كردستان، بوقف الاجراءات التعسفية للاسايش ضد الايزديين في منطقة سنجار وضرورة استخدام الوسائل الحضارية في التحقيق والاستجواب.
كما تناشد منظمتنا كافة منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان المحلية والدولية، بالضغط وفضح انتهاكات حقوق الانسان التي تجري بحق الايزديين في منطقة سنجار.
منظمة حمورابي لحقوق الانسان
بغداد في 24 آيار 2012