تابعت السيدة باسكال وردا " رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الانسان" يوم الاحد 15 سبتمبر 2024، المشروع الإنساني الذي تنفذه المنظمة، بأقامة دورة تدريسية مجانية للطلبة الايزيديين النازحين من الصفوف المنتهية، لرفع مستواهم الدراسي، في مخيم خانكي غربي محافظة دهوك.
وجاءت هذه الزيارة بعد ان إفتتح فرع منظمة حمورابي في دهوك هذه الدورة المجانية من أجل رفع مستوى الطلاب والطالبات من المكون الايزيدي في الصفوف المنتهية، والتي إنطلقت يوم الأربعاء 21-8-2024، في إعدادية خانكي المختلطة، والتي سوف تستمر لمدة شهرين، وقد إطلعت السيدة باسكال على سير اعمال الدورة وتعرفت على انطباعات الطلبة واساتذتهم، كما تفقدت حال المدرسة، التي تفتقر الى أبسط الاحتياجات الخاصة بالطلاب مثل الرحلات المدرسية والقرطاسية وغيرها.
ودعت الشباب الإيزيدي الى عدم تشجيع الشعور بالاحباط، الذي يخيم عليهم بسبب إوضاع النزوح التي يعيشونها منذ " عشرة أعوام " حيث تم تدمير دورهم بشكل كامل، في سنجار ما يحول دون إمكانية العودة، مطالبين الدولة والمنظمات الدولية وأية جهات اخرى، الوقوف لدى إوضاعهم السلبية للمشاركة في رفع الظلم عنهم.
وفي كلمتها التشجيعية للشباب الإيزيديين، فقد إشادت بدورهم ومستوى ذكائهم لمشاركتهم في بناء مستقبل أفضل، طالبة منهم عدم الاستسلام لخيبة الأمل، أياً كانت الاوضاع.
وكما بينت دورهم في المجتمع بالرغم من الظروف والعبء الناجم عن المأساة التي حدثت في مناطقهم، وصمودهم بوجه حملات الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها من قبل الإرهاب، وكذلك التحدي الثقافي للحفاظ على هويتهم الإيزيدية وتراثهم رغم المحن التي مروا بها وحملات التشويه التي تستهدفهم.
وركزت على أهمية استمرارهم في الدراسة وتفوقهم، لإنها تعد الركيزة الاساسية في تمكينهم للوصول يوما الى المشاركة في صنع القرار، وبذلك ينفعوا مناطقهم التي عانت من ظلم واضطهاد وتهجير قسري، وهم من الجذور القديمة للعراق، ودعت الى ضرورة التمسك بالهوية الوطنية الخاصة بالإيزيدية وهو جزء من الحضارة العراقية.
وإن هذه المبادرة التي تنفذها منظمة حمورابي لحقوق الانسان وبدعم من منظمة التضامن المسيحي الدولية، تهدف الى تعزيز المستوى العلمي لطلبة السادس الإعدادي ومساعدتهم على تحقيق نتائج دراسية عالية، وكون هذه المرحلة المهمة من حياتهم الدراسية، ولإنها تؤهلهم في وصولهم الى الكليات والمعاهد، خصوصا وانهم يعانون من ظروف اقتصادية بسبب تهجيرهم من مناطقهم، وبعد ان سكنوا وما زالوا في الخيم وتحملوا حرارة الصيف ومطر وبرودة الشتاء والتي تمنعهم الظروف من توفير الاحتياجات الضرورية الدراسية.
وقد ابدى المستفيدون من الطلبة والاساتذة، ترحيبا وحماسا كبيرا وتقدموا بشكرهم للقائمين على هذه المبادرة، وأهمية الدورة التي نفذتها حمورابي، خصوصا بأنهم مقبلين على عام دراسي، ويحتاجون الى دروس تقوية مكثفة والتي للاسف الشديد، تأخرت جدا حيث لم يبقى وقتا كافيا لإكمال جميع المناهج المطلوبة وذلك بسبب الروتين الإداري في وزارة التربية حيث كانت بداية هذه الدورة في حزيران 2024، لكن تفضيل الروتين على مصالح الطلبة النازحين تحت الخيم ادى الى كل هذا التاخير المجحف.
كما طرحوا أهم المعوقات والتحديات التي تواجههم في الخيم خلال مرحلتهم الدراسية، والاحتياجات الاساسية التي يحتاجها الطلبة، ورسائل ملحة منهم طلبوا من خلالها إيصال صوتهم واوضاعهم غير الانسانية الى صناع القرار العراقي، في بغداد والاقليم لانهم يشعرون ما من احد يكترث الى وضعهم السلبي وكانهم ليسوا مواطنين لهذا البلد!.