Skip to main content

أخبار و نشاطات

السيد لويس مرقوس ايوب نائب رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان يشارك في اعمال مؤتمر لحماية وتعزيز التراث العراقي المعرض للخطر في نينوى

السيد لويس مرقوس ايوب نائب رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان يشارك في اعمال مؤتمر لحماية وتعزيز التراث العراقي المعرض للخطر في نينوى
  • السيد لويس مرقوس ايوب نائب رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان يشارك في اعمال مؤتمر لحماية وتعزيز التراث العراقي المعرض للخطر في نينوى
  • اختصاصيون في الاثار يتناولون بالتشخيص واقع اثار محافظة نينوى والتدمير الذي طالها
  • السيد نائب رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان يثني على مقترح للحفاظ على المعالم الخاصة بجامع النبي يونس والمعالم الخاصة بالدير النسطوري ضمن مجمع تراثي يؤكد وحدة التاريخ العراقي

  شارك السيد لويس مرقوس ايوب نائب رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان في اعمال المؤتمر الذي عقدته منظمة جسر الى ايطاليا يوم 20/2/2017 وخصص الى حماية وتعزيز التراث العراقي المعرض الى خطر الضياع والاختفاء، وقد افتتح المؤتمر بكلمة القاها الدكتور روبين بيت المدير العام لدائرة الثقافة والفنون السريانية في حكومة الاقليم وثمن فيها الجهود الذي تبذلها المنظمة الايطاليا ( جسر الى ..... ) في مجال حفظ وصيانة التراث العراقي ، مؤكداً على  أهمية المؤتمر في  التوعية بخطر الاهمال للتراث والحضارة. بعد ذلك جاءت كلمة المنظمة الايطالية التي القاها المدير القطري للمنظمة السيد رائد ميخائيل والتي استعرض  فيها نشاطات واهتمامات المنظمة  في حفظ التراث الثقافي العراقي والذي هو من اهداف عملها في العراق، اذ بادرت  المنظمة في عام 2004 الى دعم المكتبة الوطنية في بغداد من خلال مشروع (بيت الكتب في بغداد) للحفاظ على التراث الثقافي والمكتبي العراقي الذي تضرر بشدة  من جراء القصف وعمليات النهب والتخريب التي رافقت احداث نيسان 2003 وجاء نشاط المنظمة بالتعاون مع المكتبة المركزية الوطنية في فلورنسا فضلا عن مشاريع اخرى كثيرة في مناطق سهل نينوى وكوردستان لاحياء وحماية الموروث الثقافي للمكونات العراقية الاصيلة للاقليات .

هذا وتطرق المشاركون في المؤتمر الى عدة محاور :

 المحور الاول من الجلسة الصباحية تناوله الاب نجيب الدومنيكي مسؤول مركز التوثيق الرقمي للمخطوطات الشرقية لحماية وصيانة التراث وكان بعنوان  (التراث الثقافي العراقي كجزء من هوية الدولة والفرد) .  الذي قال:" إنها لفرصة رائعة أن نستطيع تقديم مساهمة بخصوص الإرث الشرقي والوادي الرافديني المعروف للعالم أجمع، لاسيما أن أعين العالم متجهة نحو هذا البلد مهد الحضارات الذي اصبح مع الاسف محطة للعنف وسفك الدماء وتدمير الحضارات، قائلا نحن في مركزنا نحاول أن نحافظ على الإنسان العراقي الأصيل من خلال المحافظة على تراثه، خصوصا التراث المكتوب، وما عملنا على إنقاذ ما أمكن إنقاذه من المخطوطات، إلا مسعى للحفاظ على تراث الاباء والأجداد والمحافظة على هذا الإرث الثمين ليبقى في متناول الجميع". 

وأضاف، اليوم استطعنا أن نرمم ونصور أكثر من (8000) مخطوطة، مابين أرمنية مسيحية وايزدية ومندائية وإسلامية، وترقيم أكثر من 100 مخطوطة، فالتراث هو لغة عالمية يجب الحفاظ عليه من الفكر الظلامي، كما اكد على استعداد المركز لتقديم المساعدة المجانية في تصوير وترميم وحفظ المخطوطات الخاصة، وتخلل المداخلة عرض للصور التي توضح سير العمل في المركز الرقمي لتوثيق المخطوطات الشرقية والطرق العلمية المتبعة في ذلك.

المحور الثاني، قدمته الآنسة ليلى صالح من هيئة اثار/ نينوى، وكان بعنوان  (التراث العراقي ما قبل داعش)،  وأشارت في بحثها  الى عدد المباني التراثية الموجودة في مدينة نينوى  والتي تزيد على 1000 مبنى تاريخي  موجود في الجانب الايمن منها والذي هو ما زال  تحت سيطرة داعش محذرة من تدمير كبير سيطال هذه الابنية بسبب اعمال داعش الارهابية وعمليات التحرير الجارية في الجانب الايمن،  الانسة ليلى عرجت على الاسباب الحقيقية التي تحول دون الحفاظ على  المواقع الاثرية وفي مقدمتها ((: نقص التمويل والوضع الأمني المتردي بعد أحداث 2003، والملكية الخاصة لبعض هذه المواقع وعوامل التعرية الطبيعية، ورافق البحث عرض لصور  العديد من  المواقع التراثية في نينوى وما طالها بسبب الإهمال.

 كما كانت هناك جلستان مسائية ، الاولى قدمتها الآنسة ليلى صالح ا استكمالا لبحثها الاول  والذي جاء تحت عنوان ( التراث العراقي ما بعد داعش)، استعرضت خلالها أنواع التدمير الذي طال الآثار والمباني التراثية، مؤكدة أن محافظة نينوى قد شهدت النسبة الأعلى من التدمير والتخريب المتعمد الذي بدا وكأنه ممنهج الذي طال كثيرا منها على أيدي عصابات داعش مقارنة بمحافظات أخرى.

أما الجلسة المسائية الثانية فقد تحدث فيها  الباحث  الاثاري والجيلوجي الدكتور فيصل جبار/ مركز كلكامش، تحت عنوان ( سبل المضي قدما في المحافظة على التراث العراقي وتعزيزه)، أشار في بدايتها الى ان تأسيس مركز كلكامش للآثار والتراث جاء في اعقاب تدمير داعش الإرهابي لآثار النمرود عام 2014.  وقد نوه الدكتور  الى  نظرة دول العالم الثالث للحفاظ على التراث والآثار كعبء ذي كلفة مالية عالية، دون الأخذ بنظر الاعتبار أن الحفاظ على هذا التراث هو استثمار حضاري وتراثي فضلا عن الاستثمار السياحي الذي يوفر مردودا ماليا عاليا لاحقا. واضاف: "أن الحفاظ على التراث يحتاج الى رؤية مجتمعية ووعي بأهميته كجزء من الهوية الوطنية والتراث الإنساني، وعليه فإن هذه العملية تعتمد على وجود النخبة المثقفة والتمويل الحكومي أو الدولي والمستفيدين من الحفاظ على التراث.  

وعرض الباحث  خلال جلسته تسجيلا صورياً وفديدوياً للأنفاق المتداخلة المحفورة تحت موقع النبي يونس مسجلا ملاحظاته  كباحث آثاري وجيولوجي حول وضعها الراهن،  معرجاً على  التخريب والاثر السيء الذي تركه حفر الأنفاق  في التل تحت موقع النبي يونس. كما بين الباحث عن اكتشاف ثورين مجنحين لتمثال ( لاماسو) منحوتان من حجر الرخام الموصلي  الشهير تحت التل ،حيث لم تستطع عصابات داعش  من نقلها نظرا لصعوبة الأمر موضحاً أن هذه النسخ هي أخر النسخ الاصلية المتبقية  بعد ان دمر داعش  تماثيل لاماسو في مدينة النمرود وفي  متحف الاثار في الموصل أخر ماتبق، وأشار ايضا الى كون التل الواقع تحت الموقع مهدد بالانهيار التام في اي لحظة نظرا للتخلخل الذي اصاب أساساته من جراء الحفر فضلا عن كونه تلا ركاميا، تكون من توالي الحضارات المتعاقبة وهو يضم قصر أسرحدون وموقع معبد زرادشتي ومن ثم دير نسطوري الذي فيه قبر البطريريك النسطوري يونان ، ولاحقا تم بناء جامع فوقه والذي أعيد ترميمه مع إضافة مساحات جديدة عليه. منوها بأن نوع التدمير لا يعد العائق الوحيد أمام إعادة الإعمار بل هناك بعض الدوافع السياسية أيضا.

 الجلسة الاخيرة المسائية، كانت لطرح البيان الختامي على المشاركين  وإجراء التعديلات عليه ، وكان لممثل حمورابي دوراً في إعادة صياغة البيان الختامي كما كان له مداخلات عديدة مع الباحثين المشاركين في المؤتمر حول أهمية الحفاظ على التراث كونه الهوية الوطنية لبلاد النهرين وهو التاريخ الذي يحاكي الزمن بما قدمه أبناء العراق للعالم من النتاج الانساني وخير مثال على ذلك مسلة حمورابي  التي لولا حفظها في متحف اللوفر  لكانت اليوم ضمن التراث المدمر.

 كما اثنى السيد لويس مرقوس ايوب على مقترح الباحث الدكتور فيصل جبار في أن يكون هناك إستكشاف كامل لجميع اقنية التل من الدير النسطوري ومن المعبد الزرادشتي ومن قصر الملك اسرحدون الى جانب جامع النبي يونس ليكون هذا المعلم معلماً عراقياً وليس معلماُ لمكون واحد، وليكون هذا المعلم هو نواة للتعايش السلمي في نينوى ( الموصل) وفي العراق ليوضح  للعالم بصورة حقيقية عن المأثرة  التاريخية الكاملة وليس جزءا منها.

هذا وقد وقعت منظمة حمورابي مع الشخصيات التي حضرت المؤتمر على البيان الختامي إيمانا منها بأهمية الحفاظ على التراث لما له من دور  أساسي في صيانة الهوية التاريخية والاستمرارية الثقافية لجميع المكونات العرقية والدينية العراقية لتحقيق  التماسك الاجتماعي والمساهمة في المصالحة وبناء السلام .