Skip to main content

أخبار و نشاطات

السيدة باسكال وردا و الأستاذ وليم وردا والدكتور بشار سعدون يشاركون في أربعينية الراحل صالح الحكيم.

السيدة باسكال وردا و الأستاذ وليم وردا والدكتور بشار سعدون يشاركون في أربعينية الراحل صالح الحكيم.
  • السيدة باسكال وردا و الأستاذ وليم وردا والدكتور بشار سعدون يشاركون في أربعينية الراحل صالح الحكيم.
  • في كلمة لها بالمناسبة، باسكال وردا :- كان صالح الحكيم رجل دين متنور و داعية متمرس من أجل تعزيز الحوار الإنساني.
  • باسكال و وليم  والدكتورتور  يجرون  مداولات على هامش الأربعينية في عدد من قضايا الساعة.

بدعوة من مؤسسة الإمام الحسين (عليه السلام) للحوار وبناء السلام ، شاركت السيدة باسكال وردا رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الإنسان والأستاذ وليم وردا مدير العلاقات العامة في المنظمة والدكتور بشار سعدون عضو الهيئة العامة فيها يشاركون  بأربعينية الراحل السيد صالح الحكيم في النجف الأشرف نهار يوم العاشر من كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٢ تخليداً للراحل الحكيم الذي تميزت مسيرته النضالية بالكثير من القيم الروحية والتأكيد على الحوار الإنساني ودعواته الواسعة لتعزيز قيم الأخوة والسلام بين جميع المكونات العراقية.

وقد شاركت في هذه الأربعينية العديد من الشخصيات السياسية والدينية والحقوقية ونخب أكاديمية بينهم شخصيات من فرنسا، و بريطانيا، و إيران، و لبنان و دول أخرى.

و قد ألقت السيدة باسكال وردا كلمة بالمناسبة قالت فيها " انه لمن دواعي التأمل اليوم أن يتزامن هذا الحدث الإستذكاري الجامع مع الذكرى الرابعة و السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، و إننا أمام هذه الذكرى و أمام الأربعينية لا يليق بنا إلا تأمل السفر الواسع لإنجازات الراحل السيد صالح الحكيم " مستذكرةً العديد من اللقاءات خلال مؤتمرات وجلسات حوار و مؤكدةً أن السيد الحكيم رحمه الله كان نصيراً للمرأة و كان بحكمتهِ و منزلة الإحترام التي يتحلى بها قد ساهم بالعديد من القضايا التي تهم حقوق المرأة و الدفاع عن مكانتها في المجتمع و دعواته المفتوحة إلى المساواة.

وأكدت السيدة وردا أن المرحوم الحكيم و هو في هذه المدينة الثقافية المتميزة النجف الأشرف كان عنواناً للأخوة الإنسانية و مدافعاً صلباً من أجل تحقيق التعايش السلمي و استذكرت منه كلماته قائلاً "إننا جميعاً في سفينة واحدة و يجب أن نعيش المواطنة بانفتاح ذهني و فطرة روحية" كما أكد على أهمية فصل الجانب الديني عن الجانب السياسي بقوله "ان الدور الإنساني هو المطلوب من رجال الدين".

و في ختام كلمتها شكرت السيدة وردا الذين ساهموا في إعداد هذه المناسبة بما يستحقه الراحل من تقدير و ثناء واحترام خصوصاً و أنه كان وفياً للمبادئ التي تحترم التنوع وتعزز الحوار و ناشطاً مهماً في صناعة السلام.

هذا وقد أجرت السيدة باسكال وردا والسيد وليم وردا والدكتور بشار سعدون مداولات مع العديد من المشاركين بهذه المناسبة تناولت موضوعات المجتمع المدني وأهمية الوفاء للمبادئ التي نادى بها الراحل السيد صالح الحكيم.

 

 نص كلمة السيدة رئيسة المنظمة باسكال وردا:

كلمة السيدة باسكال وردا

رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الانسان

وزيرة الهجرة والمهجرين الأسبق، عضو قيادي في شبكة النساء العراقيات.

النجف الاشرف في ١٠/١٢/٢٠٢٢

أيها الاخوة والاخوات الحضور الكرام: أصحاب السماحة والغبطة والسادة والشخصيات الدينية والرسمية والمدنية والامنية مع حفظ الألقاب، المحترمون

 تحية محبة وسلام

في هذه المناسبة الحزينة لأربعينية المرحوم السيد صالح الحكيم في النجف الاشرف، اسمحوا لي ومن هذا المكان الخاص جدا، ان أعزي نفسي وأعزي اهل وجميع أصدقاء ومحبي فقيدنا الكبير.

نعم خبر صدم قلوبنا بأسى وحزن كبيرين لدى سماع نبأ وفاة المغفور له السيد صالح الحكيم، الذي كان صديقا واخاً نبيلاً وانساناً فريداً في قيم التوازن الفكري والوطني الإصلاحي.

انه لمن دواعي التأمل اليوم ان يتزامن هذا الحدث الاستذكاري الجامع مع الذكرى الرابعة والسبعون للإعلان العالمي لحقوق الانسان الذي أعلن عالميا في ١٠ كانون الأول ١٩٤٨في قصر شايو في باريس، كنا نتمنى أن يكون فقيدنا معنا في احتفائنا باليوم العالمي هذا، حيث أيضا فيه نختتم حملة ستة عشرة يوما للأمم المتحدة والخاصة بإنهاء العنف ضد المرأة والفتاة، والتي باشرت قبل اسبوعين

 لكن لرب الكون ارادته الإلهية الحكيمة وافكاره في التعامل مع البشر وله كل المجد.

ففي منظمة حمورابي لحقوق الانسان، وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان، امام هذا الأسى الكبير، تم تغيير برنامجنا السنوي بما يعطي الارجحية للمشاركة في هذا الحدث المهم لأربعينية المرحوم السيد صالح الحكيم، لأجل ان نصلي معا ونبتهل الى الله الغافر المحب ان يرحم روح فقيدنا الراقد بسلام.

صديقنا الراحل، لا يمكن ان يغفل تأثير وجوده لدى العديد من المؤسسات منها المنظمات غير الحكومية، حيث في كل لقاء معه كان يشهد للمزيد من الشعور بالثقة والصبر والاحترام الكبير للأخرين. دائما كنا نتلمس فيه روح الشخص الفذ في نشر السلم والاخوة الانسانية.

وهنا دعونا ان نعبر عن اسفنا الشديد على الخسارة الكبرى، بالرغم من قبولنا لإرادة الله الرحيم، منبع وغاية حياتنا على الأرض. الا انني لا بد من ان أقول ان رحيل الأستاذ السيد صالح الحكيم هو ليس خسارة كبيرة للحوزة ولجميع من تعلم على يده والمؤسسات التي كان يقودها للمسلمين فحسب، بل وأيضا انه لخسارة كبرى للعراق اجمع، نظرا لشعوره بقيمة وأولوية الهوية الوطنية العراقية، وحس المواطنة والحكمة في التواضع والتوازن الروحي من خلال طروحاته التي كانت تنور الأفكار بما يتلاءم ومبادئ الحوار، لأجل التسامح والسلم التي تؤكد عليها جميع الرسائل السماوية لجميع البشر.

نعم كانت لقاءاتنا من خلال المؤتمرات والفرص التي تخص مختلف مواضيع العراق، منها الحرية الدينية والحوار بين الأديان، والتنوع المجتمعي، وحقوق المرأة والطفل وباقي مواضيع حقوق الانسان.

كان السيد الحكيم رحمه الله، نصير المرأة الذي لا بديل له من الحكمة والاحترام والحنكة في طرح المواضيع ذات العلاقة العميقة في تنمية المجتمع مثل قضية المرأة، انه لم يكن يخفي احساسه بوصف بعض النساء بأنهن موضع افتخار واعتزاز له بل كان يصفهن بأنهن "نار على علم"، دون أي انتقاص او شك بالمساواة التي تكمن في الكرامة والحقوق والطبيعة البشرية وليس في المزايا والفوارق السطحية الخاصة في النساء والرجال.

هكذا كنا دائما نرى في شخص المرحوم، نصيرا لحقوق الانسان وللمساواة في تلك الحقوق، حيث المجموعات النسوية في العراق، منها شبكة النساء العراقيات، اعتبرن فقدان المغفور له السيد صالح الحكيم، خسارة كبيرة كنصير للمرأة العراقية لما كان يتميز به من نظرة وازنة مسلحة بقيم التواصل والتضامن. بل هو خسارة كبرى للمدافعين عن حقوق الانسان، وتأبينه اليوم في عيد حقوق الانسان، ليس عمل صدفة بل لأنه بالفعل تميز بأيمانه بالحق في التنوع وطالب بإلحاح احترام حماية هذا التنوع.

كلنا يعلم بان المرحوم كان قد دفع ثمنا باهظا لمواقفه الرافضة للظلم وذلك ابان النظام السابق حيث أعدم النظام المقبور اباه وأمه وأخويه وكريمته، واستمر في الميدان والتواصل مع المذاهب والاديان فكان منفتح الذهن ومبتسم في كل حين، وسامع للأخر بدقة، وامتلك صداقات راسخة مع رجال دين ومصلحين من غير المسلمين.

وبالإضافة الى مهام التعليم في الحوزة العلمية النجفية ههنا، تحمل الراحل العديد من المسؤوليات المدنية مثل رئاسة مؤسسة الامام الحسين للحوار وبناء السلام التي أوجه شكري الخاص وامتناني لها، على هذه الدعوة الكريمة الموجهة لنا للمشاركة معا في هذا الحدث الذي يعنينا جميعا.

هكذا كان المرحوم الحكيم في هذه المدينة الثقافية المتميزة النجف الاشرف، مدينة الحوار، كرابط الاخوة الإنسانية، طالبا منا التجمع والتبادل مدافعا جليا عن إمكانية التعايش السلمي، حيث كان يؤكد ذلك من خلال كلماته منها قائلا: "اننا جميعا في سفينة واحدة يجب ان نعيش المواطنة". "الانفتاح الذهني فطرة روحية". وهو رجل دين، لكنه أدرك أهمية فصل الجانب الديني عن الجانب السياسي بقوله: "ان توسع رجل الدين في المجتمع لا يفيد لأنه هو خبير يعطي الاستشارات بحيث يساعد الناس على تجاوز محنهم، موضحا ان الدور الإنساني هو المطلوب من رجال الدين.. “

بهذا الروح تركنا أحد رموز الحوار لأجل ارساء السلام والاخوة، لذا ننعى وفاته المؤسف، لنضعه في رحمة الله القادر على كل شيء.

وفي الختام، اشكر جميع من ساهم في اعداد هذا المحفل المتميز والمشاركة الحية التي يستحقها الراحل لنكرر معاً: الى رحمة الله أيها الباقي في الاذهان، لما زرعته من مبادئ الحوار وروح التآلف في بلد هو في أمس الحاجة الى ان يتواصل طلابك والعاملين الذين كانوا معك في هذه المجالات المهمة، في ذات الروح وتلك الابتسامة التي لم تفارقك الى النهاية فنقول:

أيها الصديق الأخ الراحل، لك الذكرى والمنزلة المشرفة، ولنا العهد ان نظل أوفياء على مبادئ احترام التنوع وتعزيز الحوار بهدف ترسيخ صناعة السلام والتعايش السلمي وتوسيع الاخوة الإنسانية ميدانياً... وشكراً لصبركم..