Skip to main content

المؤتمر القومي الكلداني 2 / الافتتاحية - أكل العسل المُر

  

مما لا شك فيه ان الافتتاحية كانت رائعة في كل شيء عدا النقطة السوداء التي كانت بمثابة أكل العسل المر! هذه النقطة التي اعتبرناها سوداء تلتها نقطة أكثر سواداً في افتتاحية المؤتمر المذكور! والأنكى ان الحاضرين صفقوا وصفرًوا بقوة عندما وصل الحديث إلى هذين النقطتين او الفكرتين دون التمحيص بمعناها وتأثيرها على السياق الكلداني العام بشكل خاص وعلى شعبنا الأصيل بشكل عام، وهنا طبقنا مثل الدجاجة التي تأكل بيضها وتضع التراب على رأسها عندما تشبع! وسنذكر التفاصيل حتماً

قبل التفاصيل نود ان نقول للعالم اجمع بأن المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد بكافة رموزه كانوا خلية نحل وشعلة من الحركة والقيادة ونكران الذات دون تذمر، عملهم يقول لنا كمؤتمرين وكمنظمات حقوق إنسان ومجتمع مدني وكأحزاب سياسية : نحن هنا – هكذا يكون العمل الجماعي – نطبق القلب الواحد والفكر الواحد والرأي الموحد – انه عالم الإنسان والإنسانية والمساحة تسع الجميع ليلعبوا – إذن لماذا تجلسون مع المتفرجين؟ ليس بيننا من يرغب في منصب او كرسي! هذه رسالة المنبر الموحد باختصار، ربما نعود إليها لأهميتها وكما لمسناها عن قرب

أكل العسل المر عند النقاط السوداء

في البدء نحترم كل إنسان رأيه مهما اختلفنا وهذا مبدأ التنوع والتعدد الذي لا يعرفه الكثيرون! فكيف برأي رجال الدين الذين هم قدوة وقادة لنا في عدم نشر الغسيل الذي لم ينشف بعد، والموعظة الأسبوعية التي لا تخلوا كل احد من المحبة / السماح والتسامح / التضحية وبذل الذات / وأهمها هو حمل الصليب وطاعة الرؤساء / وكان السؤال: كيف نطيع رئيسنا وهو لا يطيع رئيسه؟؟

تكلم راعي المؤتمر سيادة المطران ما إبراهيم إبراهيم الموقر في افتتاح المؤتمر القومي الكلداني العام المنعقد للفترة من 15 – 19 أيار 2013 أمام مئات الحاضرين، منهم من الأديان الأخرى وممثلي لقادة أمريكيين محليين/ وكانت طامتنا عندما قال: ليس لدينا وطن! واستدرك بان لدينا العراق وأمريكا، وفجأة جاءت فكرة ما في ذهننا تقول: ماذا عن الكلدان في العالم (في داخل العراق – في استراليا والدول الأوربية والاسكندينافية) ماذا يقول لنا مطربنا المحبوب سعدون جابر؟ الآن محتمل الكثيرين يقولون انه لم يكن يقصد ذلك، نعم ان الكلدان هم منتشرين في كافة أنحاء العالم وهو يعرف ذلك قبل غيرنا، وهذا صحيح، ولكن العبارة نفسها لم تأتي في محلها الجغرافي كظرف ذاتي وموضوعي، إذن نحن أمام حالة ضبابية من الوطنية قبل القومية، والمؤتمر شعاره : وحدتنا القومية والوطنية

من جانب آخر تكلم سيادته عن أراء وفكر البطاركة قبل 200 سنة ولحد اليوم بخصوص الأمة الكلدانية والقومية الكلدانية، ومعروف ان الغاية الأساسية كانت الوصول إلى رسالة بطريرك الكنيسة الكلدانية المبجل الأخيرة بهذا الخصوص! وكانت التصفيق الحار والصفير عندما أكد على : لا نحتاج إلى اختصاصيين لنعرف اسمنا وهويتنا نحن نسمى (الكلدان) هنا ليس لدينا أي اعتراض ان كان رد مباشر على سيادة البطريرك او لم يُفهَم فكر البطريرك والقصد من رسالته!!! وإنما ما يهمنا هو الرد بهذه الطريقة أمام الغرباء والآخرين! كان هناك سينودس لكنيستنا في منتصف الشهر القادم، ألا ننتظر شهر واحد لنمارس الحوار الثقافي ونجلس سوية ونحل مشاكلنا؟ الم تعلمونا في كلية بابل ومعهد الآباء ومعهد التعليم المسيحي ومعهد الفلسفة واللاهوت ان لا ننشر غسيلنا أمام الآخرين؟؟ ها نحن أجبرنا لقول الحقيقة بوجه الملك

النقطة الأكثر سواداً التي جاءت في كلمة الأب نوئيل الراهب كانت بمثابة إسقاط حجر كبير من فوق جبل إلى الوادي العميق وما يحدثه من جعجعة وصوت فارغ فقط ليس إلا! تكلم سيادته بلغة السورث القديمة التي لم يفهما سوى نسبة 2% من الحاضرين فقط لا غير، وكانت لدينا أكثر من اعتراض عليها ولكن نكتفي هنا بقوله: ان كنيسة المشرق كانت جغرافياً بما معناه ان دورها انتهت، او هكذا قال بالضبط ويمكن الرجوع إلى كلمته المنشورة: وهنا نتساءل قبل ان نحتج بقوة ونطالب بالتصحيح والاعتذار لكافة شهدائنا وبطاركتنا وكنيستنا (المشرق) وسؤالنا هو : ان كانت كنيسة المشرق جغرافياً وانتهى دورها؟ أليس الكلدان كانوا جغرافياً وانتهى دورهم؟ هناك الكتاب المقدس كان جغرافياً بالرغم من الهام كتابه بالروح القدس ككنيستهم فهل يأتي يوماً ويقول احدهم : ان دور الكتاب المقدس قد انتهى؟ وبالفعل يقولون الكثيرون ذلك هذه الأيام؟ ماذا عن إنسانية يسوع المسيح؟ الم تكن إنسانيته جغرافية يوما ما؟ هل من تفسير آخر لهذا التعصب والبغض على كنيستنا العريقة؟ التي هي أسمى وأسمى وأسمى من الفكر المتعصب  قريب من الإلغاء والإقصاء بعيد عن روح الوحدة والأخوة والتضامن، هل كان المؤتمر مع القريب أم مع البعيد؟ هذا ما سنراه في الحلقة القادمة 

 

Samir_shaba@yahoo.com


23/5/2013