Skip to main content

المهجرون .. والانتخابات العراقية المقبلة

  

  بسبب انتشار أعمال القتل على الهوية في مناطق متفرقة من العراق لا سيما في الاعوام ( 2005 - 2006 - 2007 ) اضطر الكثير من العراقيين ومنهم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والارمني بالنزوح قسريا ً من مناطقهم الى مناطق آخرى آمنة من العراق .. مما يعني صعوبة مشاركتهم بالانتخابات المقبلة في مناطقهم الاصلية. 

وفي الاسبوع الماضي قرر مجلس النواب العراقي تعديل قانون انتخابات مجلس النواب رقم (16) لسنة 2005، وهذا القانون يتضمن ( 48 ) فقرة.

  فكانت هناك عدد من فقرات التعديل التي تخص النازحين او المهجرين العراقيين ومنهم المكون المسيحي .. ففي المادة الاولى نصت على ان الناخب العراقي الذي تتوفر فيه الشروط القانونية والاهلية للتصويت في الانتخابات .

 والناخب المهجر : وهو العراقي الذي تم تهجيره قسرا ً من مكان أقامته الدائم إلى مكان أخر داخل العراق بعد 9/4/2003 لأي سبب كان .

وفي المادة ( 40 ) الفقرة الرابعة نصت على :

يصوت المهجرين وفق احدث احصائية رسمية تزود بها المفوضية من وزارتي الهجرة والمهجرين والتجارة بموجبها يحق للمهجر التصويت في المكان الذي يقيم فيه ويصوت لدائرته الاصلية التي هجر منها.

  مما يعني يجب التسجيل قبل المشاركة في عملية التصويت لمقاعد البرلمان والتي اصبحت ( 328 ) مقعد، ثمانية منها تكون من حصة المكونات .. خمسة للمكون المسيحي موزعة على محافظات ( بغداد - نينوى - اربيل - دهوك - وكركوك ) ، ومقعد واحد للمكون الايزيدي في محافظة نينوى، كذلك واحد للمكون الصابئي المندائي في بغداد، وواحد للمكون الشبكي في محافظة نينوى .. وستجري الانتخابات في 30 / نيسان المقبل من عام 2014.

واما المنافسات العامة ستكون على المقاعد المخصصة للمحافظات الثمانية عشر وكما موضح في الجدول ادناه :

 

ت

المحافظة

عدد المقاعد

1-

محافظة بغداد

69

2-

محافظة نينوى

31

3-

محافظة البصرة

25

4-

محافظة ذي قار

19

5-

محافظة السليمانية

18

6-

محافظة بابل

17

7-

محافظة الانبار

15

8-

محافظة اربيل

15

9-

محافظة ديالى

14

10-

محافظة كركوك

12

11-

محافظة صلاح الدين

12

12-

محافظة النجف

12

13-

محافظة واسط

11

14-

محافظة القادسية

11

15-

محافظة دهوك

11

16-

محافظة كربلاء

11

17-

محافظة ميسان

10

18-

محافظة المثنى

7

 

ولإهمية الانتخابات للشعب المسيحي في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها في الوطن يجب على كل المهتمين والعاملين بالشأن السياسي القومي والمؤسسات المدنية لشعبنا العمل مع وزارتي الهجرة والمهجرين والتجارة والمفوضية المستقلة للانتخابات لتسهيل عملية تسجيل النازحين واستحداث بياناتهم كي نضمن مشاركتهم في الانتخابات المقبلة من خلال مساعدتهم بتبسيط هذا الامر، والا فان الكثير من ابناء شعبنا سوف لا يبذل جهدا ً بالذهاب والتسجيل، وسوف يترك هذا الموضوع في حال وجود الروتين او التعقيدات الرسمية المعروفة في دوائر الدولة، لا سيما وان عراقيي الخارج لحد الان لم يحسم موضوع مشاركتهم في هذا المحفل .. اي ستكون المشاركة فقط لعراقيي الداخل وهذا ليس لصالحنا، وفي حال مشاركة عراقيي الخارج يجب على المفوضية حسم موضوع الاوراق الثبوتية الشخصية بأي وثيقة عراقية او اجنبية تثبت على انه من اصل عراقي، لانه كانت هناك مشاكل كثيرة في مراكز الانتخابات بهذا المجال والغيت آلالف الاصوات بسبب هذه النقطة.

  وشعبنا بحاجة الى أثبات الوجود لا يعقل ان تكون لنا خمسة مقاعد وفق نظام الكوتا، ويكون عدد المشاركين في التصويت رقما ً ضعيفا ً او مخجلا ً .. لكون هذا الاثبات له ابعاد واعتبارات آخرى على مستوى الدولة.

  إننا نرى بضرورة توعية أبناء شعبنا من الان للمشاركة واعطاء الاصوات لممثلينا الذين سيتنافسون على المقاعد الخمسة المخصصة .. وعلينا الانتباه من ان هناك سياسيين من باقي المكونات والكيانات تطالب بتقليل او الغاء الكوتا وفق حجج مختلفة في حال نجاح طلبهم سيكون هناك صعوبة ان لم تكن استحالة من دخول اي برلماني من ابناء شعبنا في قبة البرلمان لان القاسم الانتخابي يصل تقريبا الى ( 100 ) الف وهذا صعب جدا ً على اي مرشح مسيحي من الحصول عليه. 

  لذا على شعبنا تقع مسؤولية وطنية وتاريخية نأمل منهم المشاركة في الانتخابات المقبلة .. لان اليوم في العراق كافة الاطياف تصوت لصالح أبناءها والانحياز يكون واضحا ً اما على اساس ديني او قومي .. وعلينا الاعتراف بأن هناك عدد من أبناء شعبنا غير مهتم بهذا الموضوع !!!، لا سيما وان هناك الان حملة منظمة ضد اعضاء مجلس النواب ان كانت بسبب اداء البرلمانيين او الرواتب التقاعدية، ناهيك عن موضوع الغيابات، وتأجيل عشرات القوانين بسبب الخلافات السياسية.

  ندعو للتصويت لصالح ابناءنا بسبب وجود تجربة سابقة حدثت لا نتمنى تكرارها .. ففي الانتخابات السابقة عام 2010 كان هناك مركزين للتصويت في مدينة ديترويت احدهم في وسط الجالية المسيحية، وكان عدد العراقيين فيها ما يقارب ( 160 ) الف نسمة، واليوم وصل الى ( 200 ) الف !! 80 % منهم من ابناء شعبنا .. والذين شاركوا في التصويت ( 6279 ) فقط !! .. في هذا المركز لم تفز اي قائمة من قوائم شعبنا بالاغلبية .. فقد حصلت قائمة الرافدين على ( 669 ) صوتا ً .. وقائمة المجلس الشعبي حصلت على ( 639 ) صوتا ً .. وقائمة المجلس القومي الكلداني حصلت على ( 455 ) صوتا ً .. بينما فازت القائمة العراقية في هذا المركز على اعلى الاصوات وبالمرتبة الاولى .. لا نعرف ماذا قدمت لنا القائمة العراقية منذ عام 2010 ولغاية الان كي يصوت لها أبناء شعبنا ؟ رغم احترامنا الكامل لإرادة الناخب وحرية اختياراته .. والمتابع لم يسجل اي موقف لا من رئيس القائمة الدكتور اياد علاوي او من اي برلماني من العراقية خدم طموحات وتطلعات شعبنا تحت هذه القبة التي تشرع فيها القوانيين.

  وفي عراق اليوم وبكل اسف تجري عملية اعطاء الاصوات بنهج واسلوب طائفي صرف، حيث تكون الاصوات لصالح أبناء القومية او المذهب، من المستحيل ان يعطي المواطن العربي صوته الى مرشح كردي وبالعكس، ومن المستحيل ايضا ً ان يعطي العربي الشيعي صوته الى العربي السني وبالعكس، وهذا ينطبق كذلك على التركماني والصابئي والايزيدي والشبكي .. لذا نناشد أبناء مجتمعنا بأن لا يفرطوا بصواتهم اسوة بما يعمله اخواننا في الوطن، ولتكن الاصوات حصرا ً لمرشحينا في الانتخابات المقبلة، والانطلاق لمرحلة الوحدة والعمل المشترك، وترك الخلافات ان كانت شخصية او تنظيمية، والالتفاف حول مصالحنا ووجودنا في الوطن.   

 

Hamid Murad

www.ihrsusa.net

Hamid_murad@yahoo.com