
أصدرت السيدة صفية السهيل النائبة في البرلمان العراقي بيانا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة والذي يصادف 8 آذار من كل عام . وفيما يلي نص البيان:
في مثل هذا اليوم من كل عام يقدم العديد من المواطنين من مختلف أرجاء العالم احترامهم لحقوق المرأة وللسلام العالمي كما تقدم الدول والمؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني احترامها الى جانب تقاريرها بأهم الانجازات للعام المنصرف ويأتي ذلك استجابة لتقليد أكثر من قرن والذي تبناه مجلس الأمن منذ عام 1977 بتحديد يوم 8 آذار يوما عالمياً للمرأة.
وبدوري اقدم التهاني للمرأة والفتاة العراقية بعيدها والتي تستحق ليس فقط محليا بل دوليا ان يسلط الضوء على انجازاتها سواء التي حققتها او حاولت تحقيقها خلال الاعوام المنصرمة، فالنساء والفتيات العراقيات واجهن تحديات لا حصر لها وبالرغم من هذه التحديات فقد أثبتن تمتعهن بالقوة والمرونة والتصميم على تحمل مسؤلياتهن اتجاه مجتمعهم بالرغم من محاولات البعض لتهميش دورهم وتحديده.
كما اثبتوا قدرتهم على تطوير منظمات المجتمع المدني والعمل يداً بيد لتفعيل دورهم في المجتمع باحترامهم لحقوق الانسان وحقوق المرأة ، وتسليط الضوء على الانتهاكات الخطيرة التي تمارس ضد النساء والفتيات من عنف يومي وباشكال مختلفة ومتعددة ونجاحهم بدفع الجهات الرسمية لقبول فكرة تبني تقديم مشروع قانون خاص بمناهضة العنف ضد المرأة وتثقيف المجتمع وتوعيته بالعديد من القضايا والحقوق .
فيما يتعلق بمجلس النواب العراقي ، نجح البرلمان في التصويت على قانوني مكافحة الاتجار بالبشر وقانون محو الأمية، والقانونين برأيي بمنتهى الاهمية للنهوض بواقع المرأة وحمايتها وتمكينها الى جانب اهميته لكافة افراد المجتمع ، وكان ذلك بجهود محترمة للجنتي حقوق الانسان والتربية البرلمانية بالتنسيق والتعاون مع منظمات المجتمع المدني و المؤسسات الدولية ومنها الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ، وكذلك نجاح البرلمان برفع تحفظ العراق على احد بنود اتفاقية سيداو SEDAWللامم المتحدة التي تتعلق باعطاء المرأة جنسيتها لطفلها المولود من اب غير عراقي بجهود مقدرة من لجنتي المرأة والاسرة والطفل والعلاقات الخارجية والذي جاء ليؤكد على احترام الحقوق الدستورية للمرأة العراقية المضمنة في بنود الدستور العراقي الجديد لعام 2005 وكذلك النجاح بالتصويت على انضمام العراق لاتفاقية الامم المتحدة الخاصة بالافراد من ذوي الاعاقة وتصويته مؤخرآ على قرار يقضي بضرورة تشكيل هيئة مستقلة لذوي الاعاقة ، هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا تظافر جهود اعضاء مجلس النواب العراقي من الجنسين نساءاً ورجالاً واصرارهم على متابعة تفعيل هذه القوانين .
الذي لم يتحقق بعد ليس قليلاً ، وليس منا من يدعي بنجاحات كبيرة بالنهوض بواقع المرأة ، ففي العراق الآف الألوف من اللأرامل والأيتام دون رعاية ، والآف الألوف من النساء والعوائل من ضحايا العنف قبل وبعد 2003 ومن ضحايا الحروب والاِبادة الجماعية لم يتم انصافهم حتى الآن والأف الألوف من العوائل المهجرة والنازحة والاجئة الذين يعيشون ظروف صعبة للغاية.
لكي ننجح في التصدي لكل المشاكل والتحديات علينا
1- خلق شراكة حقيقية بين جميع القطاعات لاقرار جميع الحقوق الاجتماعية والمدنية للنساء و توفير الحماية القانونية اللازمة لها والتصدي لأمور العنف القائم على أساس الجنس وحق المرأة في الحصول على التعليم والرعاية الاجتماعية والصحية وفي العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر وتوفير فرص العمل للنساء والنهوض بالواقع التعليمي ومحو الأمية .
2- خلق شراكة سياسية حقيقية للمرأة مع الرجل لصناعة المستقبل الآمن بدفع القوى السياسية لتقبل مشاركة النساء في اتخاد القرار وتوسيع مشاركتها السياسية بارادة سياسية عالية .
3- خلق جو من الحوار البناء لازالة الغموض حول المفاهيم والمطالب الخاصة في تحقيق المساوات بين الجنسين وبما اكد عليه الدستور من عدم التمييز على اساس الجنس وتكافؤ الفرص بين الجنسين من على جميع المستويات .
4- العمل على الاسراع بتشريع عدد من القوانين الخاصة بالمرأة وتعديل وتفعيل والغاء بعضها الآخر .
5- التواصل مع كافة شرائح المجتمع من سياسين ،مثقفين ،ناشطين ،اكاديميين ،اعلاميين ،شباب ، وغيرهم لخلق ارادة سياسية واجتماعية ايجابية ودافعة لتحقيق تلك الشراكات المطلوبة .
وكل ذلك وغيره في اجندة مجموعة عمل تشكلت مؤخرا من عدد من اعضاء البرلمان من الجنسين وبالتنسيق مع منظمات مجتمع مدني واكادميين ومثقفين واعلامين سيتم الاعلان عن اجندتهم في وقت قريب ،مساهمة منهم الى جانب المساهمات الاخرى للنهوض بواقع المرأة العراقية .
عاشت المرأة العراقية وعاش العراق ابياً
وشامخاً بشموخ النخلة العراقية
صفية طالب السهيل
مجلس النواب العراقي
8/3/2012