Skip to main content

علل الفشل

 

 

   عندما تاه الملك، ذات يوم، في الصحراء، وهو في رحلة صيد واستجمام، لم يكن معه الا خادمه وحماره.

 

   فلما جن عليه الليل، وكان البرد قارسا، طلب من خادمه ان يبحث له، في تلك الصحراء القاحلة، عن غطاء يتدثر به.

   بحث الخادم عن اي شئ يلبي طلب الملك، فلم يجد الا (سرج الحمار) فهل يجرؤ على ان يقدمه للملك كغطاء يتدثر به؟ هل يعقل ذلك؟.

   عاد الى الملك ليخبره بانه لم يعثر على شئ.

   طلب منه الملك ان يبحث جيدا والا فانه سيموت من البرد في هذه الليلة الليلاء.

   ذهب الخادم مرة ثانية وثالثة ورابعة، وفي كل مرة يعود الى الملك ليخبره بان كل محاولاته للعثور على شئ ما ليتدثر به باءت بالفشل، طبعا من دون ان يجرؤ على ان يذكر له (سرج الحمار) الذي لا يليق بالخادم فما بالك بالملك.

   واخيرا، ولما راى الخادم الملك وقد استشاط غضبا وربما سيقتله اذا لم يات له بشئ ما، قرر مع نفسه ان يخبره بالشئ الوحيد الذي عثر عليه، فقال للملك مترددا وخائفا مرعوبا، بانه لم يجد الا (سرج الحمار) ليستعمله غطاءا لهذه الليلة فقط، والصباح رباح.

   غضب الملك اكثر فاكثر، قائلا للخادم: وهل تريدني، انا الملك، ان اتدثر بسرج حماري؟ كيف تقبل لي بذلك؟ وماذا ستقول الرعية اذا شاع بينها الخبر؟ اذهب وابحث من جديد عن اي شئ آخر سوى ما ذكرت؟.

   اخيرا وضع الخادم ملكه امام الامر الواقع فخيره بين ان يقبل بسرج الحمار او ان يموت من شدة البرد.

   وتحت ضغط الامر الواقع وشدة البرد وافق الملك على ذلك وقد اشترط على الخادم شرطا قبل ان يتدثر بسرج الحمار، قائلا له:

   حسنا، دثرني به ولكن لا تسمه.

   وهكذا هو حالنا، نحن الشعوب النائمة التي يسمونها بالنامية، فكل واحد منا يعاني من مرض ولكن الكل يشترط ان لا نسميه خوف الفضيحة.

   اننا نخشى من تسمية الاشياء باسمائها الحقيقية، على العكس من الشعوب الاخرى، التي تتحدث بوضوح وشفافية وصراحة من دون لف او دوران، ومن الواضح جدا فان المرء الذي يخدع نفسه بالتسميات يخدعها بكل الاشياء الاخرى، لان اصل الامور تسمياتها التي تعني شيئا ما، اليس كذلك؟.

   وربما لهذا السبب ترى المشاكل تترى علينا الواحدة تلو الاخرى، فلا نخرج من مشكلة الا ونجد اختها تنتظر بالباب لتدخل علينا من حيث لا ندري، ما ينتج لنا الفشل المركب، حتى بات البعض يسمينا بالشعوب والمجتمعات الفاشلة، وللتدليل على دقة هذه التسمية، يلزمنا ان ننتبه الى:

   الف: ان التاريخ عندنا يعيد نفسه باسوأ اشكاله، وبشكل مباشر وعلى عجلة متناهية، ربما كل عام.

   باء: ان الامس بالنسبة لنا افضل من يومنا هذا، وان يومنا افضل من غدنا، اي اننا في نقصان.

   جيم: حضور ظاهرة التغني بالماضي وغياب الحاضر والمستقبل، بسبب من عبادة التراث.

   دال: اجترار المشاكل واستنساخها بمرور الزمن، فمشكلتنا قبل مئة عام هي نفسها مشكلتنا اليوم، وان مشكلتنا قبل (500) عام هي نفسها مشكلتنا قبل (100) عام وهكذا.

   هاء: جل خلافاتنا وصراعاتنا تاريخية ليس لها افق معين، وبنظرة سريعة لاعلامنا وخطاباتنا وكتاباتنا فسنجد ان الخلاف الذي تلوكه السنتنا تاريخي بامتياز ينعكس على واقعنا وكانه قد حدث اليوم او انه سيقع غدا، وكان الاجيال المتعاقبة تتخاصم مع ذاتها ومع بعضها بالنيابة عن التاريخ الذي ليس لها دخل فيه.

   لماذا؟.

   اعتقد ان بعض السبب يعود الى ما يلي:

   اولا: اننا لا نعترف بمشاكلنا، ولذلك لا نتحدث عنها، فمن عاداتنا السيئة هي اننا شعوب نكابر ومجتمعات نغالي جدا في تقدير واقعنا الاجتماعي ومستوى وعينا الثقافي والسياسي، وكذلك نغالي في الحديث عن انسجامنا المجتمعي، فنتصور وكاننا كتلة اجتماعية واحدة منصهرة ومنسجمة بشكل كبير جدا.

   ثانيا: واذا اعترفنا بمشكلة ما فلا نسعى للغوص فيها لنعرف حقيقتها وجذورها واصلها ومنشأها، فترانا نخدع انفسنا ونحن نتحدث عن المشكلة، ما ينتج حلولا ترقيعية غير صحيحة ولا تنطبق على الواقع الذي نريد ان نجد له حلا، بمعنى آخر فان كل حلولنا مثالية لا تتطابق وحقيقة الواقع وحاجته.

   ثالثا: ولهذا السبب تتعقد عندنا المشاكل، الفردية منها والاجتماعية، يوما بعد آخر من دون ان نضع لها حدا او حلا ابدا.

   ان اية مشكلة في هذا العالم تبدا صغيرة وربما لسبب تافه، فاذا عالجها المرء عثر لها على حل سيكون هو الاخر بسيطا وربما تافها، كما ان ثمنه سيكون بسيطا او تافها، ربما، اما اذا استرسل معها المرء فستكبر المشكلة وتتسع لتصل الى مرحلة يكون فيها الحل معقدا والثمن باهضا، وهو حالنا في العراق اليوم مثلا.

   انظروا مثلا الى التلميذ في المدرسة، فاذا انتبه الاب الى مشكلته مع التعليم في بداية العام الدراسي فان بامكانه ان يجد لها حلا بسيطا جدا يمكنه به ان يتجاوز الرسوب مثلا، اما اذا انتبه الاب الى مشكلة ابنه بعد انتهاء النصف الاول من العام الدراسي فانه بالتاكيد سيجد صعوبة لحلها وربما سيدفع التلميذ ثمنا غاليا لهذه المشكلة والمتمثل عادة باعادة السنة الدراسية بالكامل، لان الغفلة عن اسباب المشكلة يعقدها.

   مثل آخر يوضح لنا المعنى بشكل جلي، هو المشاكل العائلية، فان اغلب اسبابها عادة ما تكون بسيطة وربما تافهة جدا، فاذا انتبه لها الزوجان وسارعا لايجاد الحل المناسب فانهما سيحافظان على العلاقة الزوجية مستمرة على احسن ما يرام، اما اذا تجاهل احدهما الاخر ورفض ان يصغ الى ما يقوله الاخر، فان المشكلة ستكبر وتتسع وتنتهي في اغلب الاحيان الى الطلاق والانفصال، وهو ابغض الحلال عند الله تعالى كما نعرف، ولو سالت الازواج المطلقين عن سبب الطلاق وكيف بدا؟ فسترى انه سبب تافه وبسيط جدا، وهو في الحقيقة ليس سبب الطلاق وانما السبب الحقيقي يكمن في تجاهل المشكلة التي تجمعت ككرة الثلج لتستعصي على الحل بمرور الايام، ما تنتهي بالزوجين الى الانفصال.

   هذا من جانب، ومن جانب آخر فان المشكلة بين اي زوجين ستكون تحت السيطرة ومقدور على حلها اذا كانا قد اتخذا من قبل قرارا استراتيجيا لا رجعة فيه يقضي باستمرار حياة الشراكة الزوجية بينهما مهما كانت المشاكل، وكذلك ان لا يتحدثا بمشاكلهما للاخر لا تلميحا ولا تصريحا لان المشكلة التي يتدخل فيها طرف ثالث تنتهي الى التعقيد عادة الا ما خرج بدليل وقليل ما هو.

   كذا الحال في المشاكل الاجتماعية والسياسية، ولعل افضل دليل على ما نتحدث عليه هو الحال الحاضر الذي يمر به العراق الجديد.

   لقد ظل السياسيون يكابرون ويغالون بانسجامهم وتوافقاتهم واتفاقاتهم، فلم يعيروا لمن يتحدث عن المشاكل آذانا صاغية، بل رايناهم كيف انهم يتهمون من يتحدث عن مشكلة ما ومن اي نوع كان بالخيانة والعمالة وبانه ينفذ اجندات خارجية وهكذا، حتى ظلت هذه المشاكل تتراكم وتتعقد وتتكاثر كالاميبيا لتصل اليوم الى مرحلة بات الجميع عاجز عن ايجاد الحلول الممكنة لها، ولو انهم كانوا قد اعترفوا بوجود المشاكل لجلسوا يبحثون عنها بشكل عقلاني وواقعي سليم، فان اول خطوة لايجاد حل لاي مشكلة هي ان تقر بوجودها، وثاني الخطوات هي ان تقرر حلها بنفسك فلا تسمح للاخر ان يتدخل او يتوسط لحلها، وثالثا الاعتماد على قرارك الاستراتيجي الاولي الذي يعتمد التعايش السلمي ووحدة البلاد مهما اختلفنا وتشاجرنا.

   ان علينا جميعا ان نتحلى بالشجاعة اللازمة لنعترف بمشاكلنا اولا وقبل كل شئ، الامر الذي سياخذ بايدينا الى الحل بشكل سلس وطبيعي بعيدا عن التعقيد.

   ان علينا ان نعترف، كعراقيين، ان مجتمعنا يعاني من انقسامات عرقية ودينية ومذهبية ومرجعية ومناطقية وعشائرية وفكرية وحزبية كثيرة جدا، لا ينبغي القفز على هذه الحقيقة او ان نكابر فننفيها جملة وتفصيلا، فان ذلك لا يساعدنا على ايجاد الحلول الحقيقية، وسيكون حالنا حال المريض المصاب بمرض السرطان الا ان الطبيب لا يصارحه بالحقيقة وانما يكتفي بان يخبره بالقول (انك تعاني من صداع في الراس وستشفى منه عما قريب) وعندما تسال الطبيب عن سبب عدم مصارحته المريض بمرضه يجيبك بالقول: احتراما لمشاعره وخوفا على نفسيته، ناسيا الطبيب او متناسيا ان اخفاء الحقيقة عن مريضه سيعجل بموته لانه سيصطدم بالحقيقة ان عاجلا او آجلا، وعندها فستقتله صدمة المفاجأة، وهذا ما يحدث عند الكثيرين، ولذلك ترى الطبيب في بلاد الغرب يتحدث الى مريضه بكل الحقائق المتعلقة بصحته ولهذا السبب ترى المصاب بمرض السرطان عندهم يتعايش معه عقود طويلة من الزمن اما عندنا فلا يقاوم صاحب السرطان اكثر من (6) اشهر في افضل الحالات.

   ذات الامر ينطبق على المشاكل الاجتماعية، فالولايات المتحدة الاميركية، مثلا تتشكل من مجتمع متنوع اشد التنوع وعلى مختلف الاصعدة، الدينية والاثنية والمذهبية والمناطقية والسياسية وفي كل شئ، ولقد ظل هذا المجتمع متصارعا ومتقاتلا لا زال لم يعترف بمشاكله عندما ظل يكابر ويتجاهل ويتغافل ويرفض ان يتحدث عنها بصوت عال، حتى اذا حانت ساعة الحقيقة واعترف الجميع بها بداوا يبحثون عن الحلول الحقيقية لها الى ان قضوا عليها بشكل حامل تقريبا.

   ان العملية السياسية الجديدة في العراق تحمل في ذاتها الكثير جدا من المشاكل، واذا اردنا ان نجد لها الحلول المناسبة والجذرية فان علينا اولا ان نعترف بها بعيدا عن سياسات التجهيل واغماض العين والطبطبة على الظهر والمكابرة والشعارات الفارغة، فالى متى يظل السياسيون يرددون العبارة بعد كل اجتماع ثنائي او عام (لقد كانت وجهات نظرنا متطابقة)؟ هذه العبارة المملوءة كذبا وزورا ونفاقا من اول حرف فيها الى آخر حرف، لانها تتناقض مع الواقع ايما تناقض؟ ايظنون ان الشارع العراقي مغفل الى هذه الدرجة لتنطلي عليه اكاذيبهم؟ ام يظنون بان العراقيين نائمون ولا يعرفون حقيقة ما يجري خلف الكواليس وفي الغرف المظلمة؟ لماذا لا يحددون المشاكل بشكل صريح وواضح لنساعدهم على حلها؟ لماذا لا يدرجونها بالتسلسل حسب الخطورة والاهمية ليبحثوا عن حل حقيقي وواقعي لكل واحدة منها؟.

   ان البحث عن حلول المشاكل كسلة واحدة على طريقة تشريع القوانين في مجلس النواب بسلة واحدة في كل مرة لا يجدي نفعا ابدا، لان ذلك يعني انهم يساومون في الحلول كما يساومون في تشريع القوانين، وهذا امر خطير لا يخدم العملية السياسية ابدا.

 ايها الساسة، اعترفوا بالمشاكل وتحدثوا عنها بصوت مرتفع، ليشارككم الراي العام في ايجاد الحلول.

   لماذا تتحدثون عنها في وسائل الاعلام وتصمتوا عنها صمت اهل القبور في الاجتماعات؟ لماذا تتراشقون فيما بينكم في وسائل الاعلام وتسكتون عنها في اجتماعاتكم؟ لماذا يتهم بعضكم بعضا بالخيانة والجهل والعمالة وتنفيذ الاجندات الخارجية والضعف في الاداء وكل سبة اخرى، هذا في وسائل الاعلام، اما في الاجتماعات فان وجهات نظركم متطابقة، اي نفاق هذا؟ واي خيانة هذه؟ واي تضليل للراي العام هذا؟.

   الى متى تظلون تتلفعون بـ (سرج الحمار) وتخشون ان تسموه خوف الفضيحة؟ هل تظنون بان العراقيين لا يرون السرج؟ ام انهم لا يميزون بين الناقة والجمل؟.

   ان مشاكلكم المستمرة وازماتكم المتجددة والمتفاعلة قادت البلاد الى حافة الهاوية، فها هو العراق اليوم يواجه كل الاحتمالات افضلها سيئ، وأأمنها خطير.

   ان العملية السياسية اليوم تعاني من مشاكل عويصة لا يجوز لاحد ان يهون منها او يقلل من مخاطرها، الا ان يكون لا اباليا لا يعير للبلاد اهمية تذكر فيتعامل معها كما لو انها بلاد مفتوحة امامه تهمه منها خيراتها ونعمها وليذهب اي شئ آخر الى الجحيم، كما هو حال بعض السياسيين الذين يتعاملون مع موقع المسؤولية بهذه الطريقة التي تنم عن الانانية وروح الخيانة وان لم يسمها.

   ان ما يؤسف له حقا هو ان بعضهم، وعلى الرغم من عظم المخاطر المحدقة بالعراق، يسعى لتضليل الراي العام بقوله ان المشاكل تحت السيطرة وان ما يشهده العراق اليوم فقاعات ستنفجر عما قريب في الهواء، فاذا جد الجد وانفلتت الامور من بين يديه تراه اول المهزومين من البلاد واول الفارين بجلده، ما يدلل على ان مثل هذه النماذج لا تتحلى بروح المسؤولية ولذلك فهي لا تتعامل مع القضايا والامور بروح المسؤولية، لان المسؤول هو الذي يواجه الامور بصلابة وثبات وواقعية بعيدا عن التنظير والكلام الفارغ والتضليل الاعلامي.

   هذا من جانب، ومن جانب آخر فان المشاكل الحالية بحاجة الى ان يتحلى المسؤول بالصبر ويتسلح بالحكمة وسعة الصدر وهو يبحث عن الحلول الجذرية لهذه المشاكل، اما التسرع والعجلة غير المدروسة والانشغال في البحث عن حلول ترقيعية فان كل ذلك يزيد المشكلة تعقيدا وابتعادا عن الحل المطلوب، ففي مثل هذه الازمات فان الحل الاستراتيجي يعادل باهميته وفاعليته مليون حلا تكتيكيا، فضلا عن ان ذلك يساعد في التقليل من المخاطر ويقلل في الوقت نفسه من الثمن المدفوع لحل مثل هذه المشاكل.

   ان العنتريات وردود الافعال المتشنجة والقرارات الاستعراضية والاحاديث الصبيانية تصب الزيت اكثر فاكثر على نار الازمة، ولذلك فان على الجميع ان يبتعد عنها، خاصة المسؤولين الكبار في الدولة.

   اتمنى على كل السياسيين ان ياخذوا بنظر الاعتبار الخطوات التالية، لايقاف التصعيد الحالي:

   اولا: ايقاف كل انواع التصعيد الاعلامي من قبل كل الاطراف فورا.

   ثانيا: الامتناع عن الادلاء باي حديث اعلامي لوسائل الاعلام المعادية ومن قبل كل الاطراف.

   ثالثا: المسؤول المسكون بالازمة، عليه ان لا يتخذ في هذه الفترة اية قرارات مهمة واستراتيجية ومصيرية، لانها ستكون انفعالية ومستعجلة ستزيد من تعقيد المشاكل دون ان تحلها.

   رابعا: ابعاد كل العناصر المازومة والمسكونة بهوس السلطة من حول المسؤولين الذين يجب ان يتخذوا قرارا شجاعا يقضي بعدم الاصغاء لاستشارات مثل هذه العناصر لانها توديه باستشاراتها الى الهاوية.

   خامسا: الامتناع فورا عن توظيف الشارع لمواجهة الازمات، وايقاف كل انواع الاستغلال السئ للسلطة وللمال العام لتحريك الشارع، فان هذه الاساليب تؤجج المشاكل ولا تواجهها.

   سادسا: ان يمتنع الجميع عن اتخاذ القرارات الفردية، وليعد كل واحد منهم الى جماعته ليطبخ معهم القرارات فيتخذها بشكل جماعي وليس فرديا، فما احوجنا اليوم الى القرارات الجمعية.

   سابعا: اتفاق الجميع على مناقشة المشاكل وجها لوجه وامام عدسة الكاميرا ليواجهوا بها الشارع.

   اخيرا: ايها الساسة، لا تلعبوا بالنار، فستحرقكم جميعا، ولكم في الطاغية الذليل صدام حسين عبرة.

   ان الخطا اليوم قد يودي بحياة (جمهورية العراق).

 18 شباط 2013

NHAIDAR@HOTMAIL.COM