Skip to main content

كلمة وليم وردا في حفل تكريم منظمة حمورابي لحقوق الانسان ، جائزة المدافعين عن حقوق الانسان، المقدمة من الخارجية الامريكية والتي قدمها نائب وزير الخارجية الامريكي وليم بيرنز في بغداد يوم 29 حزيران 2013.

 

 معالي وليم بيرنز المحترم نائب وزير الخارجية الامريكية

 سعادة السفيرستيفن بيكروف المحترم

السيدات والسادة المحترمون

- انه لشرف كبير لنا شخصياً ولمنظمة حمورابي لحقوق الانسان ان تكرم بجائزة المدافعين عن حقوق الانسان، من الخارجية الامريكية ، كما اعتبر ذلك فخراً لمنظمات المجتمع المدني العراقية.

- اننا نشعر بالسعادة والفرح بهذا التقييم من الخارجية  متمثلة بشخصكم الكريم ، ونتقدم اليكم بالشكر والامتنان، لمتابعة الخارجية فعاليات منظمتنا، فأن دل هذا على شيء، فأنه يدل على ان هنالك متابعة لفعاليات منظمات المجتمع المدني العراقي ونشاطاتها في العراق. واود ان اقول ان هذا الانجاز هو ثمرة جهود متواصلة لأكثر من (80) شخص متطوع في المنظمة، يعملون بدون كلل وخوف وبجد وبعطاء مجاني من اجل خدمة بلدهم في بناء دولة مدنية عصرية ديمقراطية تؤمن بحقوق الانسان وتحقيق الحريات المدنية.

- قبل ان اتكلم عن فعاليات منظمة حمورابي لحقوق الانسان أرى من الضروري أن اعطي نبذة مختصرة عن المنظمة.

- المنظمة تأسست رسمياً في 1 نيسان 2005 لكنها كانت موجودة قبل هذا التاريخ فكانت بدايتها في ايلول 2003 في مدينة نينوى، ثم توسعت ليكون مقرها العام في بغداد. مؤسسيها كانوا في البداية عراقيين مسيحيين، الاّ انهم ارادواها منظمة عراقية تضم كل ابناء الشعب العراقي من المهتمين بحقوق الانسان، لذا فتحوا المجال للانتساب لجميع العراقيين فحالياً تضم عرباً واكراد ، مسلمين شيعة وسنة ، مسيحيين من الكاثوليك والارثدوكس والبروتستانت، كلدو اشوريين وأرمن، ومن ابناء العشائر العربية المختلفة. ويتعاون معها ايزيديون وصابئة وشبك وآخرون ، فأن مجلس ادارتها يعكس مثل هذا التنوع العراقي.

 ماليأ... بدأت المنظمة وهي لاتملك فلساً واحداً، لقد اقترضتها شخصيا في البداية 300$ دفعت للمحامي الذي كلف بتسجيلها كمصاريف لتنقلاته واستخدام سيارته الخاصة، الذي اختارته المجموعة المؤسسة للمنظمة  فيما بعد رئيسا لها... اعتمد تمويل المنظمة على اشتراكات اعضائها و على ممولين  من شركات عراقية و منظمات دولية تقوم بدعم من المنظمة وفق نظام البرامج المقدمة.

في البداية كنا نعمل من بيوتنا بدون مقر. عندما وجدنا مكان ليكون مقراً لنا، تعرض عدد من اعضاء المنظمة الى التهديد- ففر رئيس المنظمة الى الاردن عام 2007 ، بعدها لجأ الى اميريكا مع عائلته .

 وفي اجتماع موسع للمنظمة نهاية 2007 أوكلت  لي قيادة المنظمة  الى حين تشكيل مجلس منتخب  للمنظمة، وتقرر العمل من بيوت الاعضاء لحين ايجاد مكان امين ليكون مقر المنظمة . في شباط 2009 ، تم تشكيل اول مجلس ادارة منتخب للمنظمة، تم انتخابي  فيه رئيسا له، لدورة مدتها سنتان ، وفي نيسان 2011 أعيد انتخابي لدورة جديدة انتهت قبل أكثر من شهرين . في نيسان 2013  تم انتخاب مجلس ادارة جديد،  وبالرغم من حصولي على اعلى الاصوات تنازلت عن رئاسة المجلس ،  وتترأسه لهذه الدورة التي ستستمر لغاية نيسان 2015 السيدة باسكال وردا.

في ايلول2011 و بتمويل من الملحقية الثقافية الفرنسية و PRT ، استطعنا عمل مقر لنا في مجمع الوزراء ، وهو مكان محمي ومؤمن ، المقر هو مجرد كرفان مجهز بالمستلزمات الضرورية ، للأجتماع ولأجراء الاتصالات والتوثيق والرصد  

- ان منظمة حمورابي لحقوق الانسان قامت بترتيب أولوياتها وفق ادراكها العميق بأن العراق يعيش حالة الانتقال نحو الديمقراطية ، وللوصول الى الديمقراطية طريق غير سهل . و لتحقيق الديمقراطية المنشودة، لابد من خلق مناخ وبيئة وثقافة مناسبة لتترعرع فيها ، فلا معنى للديمقراطية ان لم تكن قائمة على اساس احترام وحماية حقوق الانسان ، الاعتراف بالتنوع بكل اشكاله وبناء ثقافة تؤمن بالتعايش السلمي بعيدا عن التعصب الديني والقومي والمذهبي والعرقي وغيرها، احترام المرأة ومشاركتها بفعالية في مفاصل الحياة كافة ، الاعتراف بالاقليات وحمايتها ، ضمان الحريات الاساسية والتداول السلمي للسلطة واتاحة الفرصة للجميع في المشاركة السياسية . وعلى هذا الاساس وضعت منظمتنا في السنوات الثلاث الماضية أولوياتها التالية :

1- متابعة الحريات الدينية وحرية المعتقد في العراق ورصد الانتهاكات الموجهة ضد الجماعات الضعيفة كالاقليات الدينية و اصدار تقارير خاصة باوضاعهم، ودراسة القوانين الماسة بالحريات الدينية و رصد ضحايا هذه القوانين.

2- متابعة اوضاع السجون و خاصة النساء و الاحداث.

3- الاهتمام باصلاح المناهج بما يتناسب مع التغيير الديمقراطي.

4- الاهتمام بالنساء و الشباب و عمل برامج خاصة لهم.

5- عمل برامج خاصة بالعائدين و المهجرين من الاقليات.

6- دعم الاطفال المعوقين و ضحايا العنف و الارهاب.

لقد قامت بتنفيذ كل هذه الاوليات جميعها مع نهاية عام 2012 و حققت نتائج ملموسة وهي تتواصل بمتابعة المزيد.

- فيما يخص الاقليات الدينية فقد اصدرت المنظمة تقريراً واسعاً عن اوضاعهم و ظروفهم، كما قامت بمؤتمرين واسعين احدهما في الشمال وآخر في بغداد حول اصلاح القوانين التي تمس حرياتهم الدينية ، وبدعم من CSI. ورفعت توصيات الى الحكومة والجهات ذات العلاقة لأعادة النظر في تلك القوانين.

- اما عن اوضاع السجون فقد قامت المنظمة بطريقة او بأخرى بالوصول الى السجون وخاصة النساء والاحداث واصدرت تقريراً مفصلاً عن زيارتها لسجن النساء في الرصافة ايلول 2012.

- اما موضوع المناهج فقد كان للمنظمة دور فعال ضمن تحالف الاقليات العراقية في مراجعة مناهج اربعة مواد و هي اللغة العربية والتربية الوطنية والتاريخ والجغرافية للمراحل الابتدائية و المتوسطة و تقديم مقترحات و توصيات رفعت الى لجنة المناهج في وزارة التربية وقد وعدت الوزارة باعتمادها، ومع الطبعات الجديدة للكتب ظهرت عدداً من التغييرات وفق التوصيات المقدمة.

المناهج كانت ذات طبيعة شمولية و كان دور المكونات الاخرى مهمشاً خاصة الدور الوطني و الثقافي و التاريخي للمسيحيين والايزيديين والصابئة والشبك وغيرهم، و كأن هذه المكونات لم تكن ابدا في هذا البلد بالرغم من عطائها الثر.

و كذلك قامت المنظمة و باالتعاون مع منظمة CSI  باقامة مشاريع  مساعدات انسانية خاصة للعائدين و المهجرين من ابناء الاقليات في سهل نينوى و دهوك وزاخو واربيل ، وذلك لدعم مقومات بقائهم في الوطن ، وعملت لهم مشروعين كبيرين.

 قامت المنظمة ببرامج خاصة للطلبة و الشبيبة و اقامة عدة ورش لهم وذلك بتدريبهم على المدافعة عن حقوقهم و خاصة من المنتمين الى الاقليات فكان نتيجتها انشاء جامعة الحمدانية وقد كانت ثمرة جهود مستمرة لحمورابي وجهود الطلبة الذين استفادوا من ورش حملات المدافعة.

اما بالنسبة للنساء فقد اهتمت المنظمة ببرامج تمكين المرأة في المشاركة السياسية وكذلك قامت ببرامج للأهتمام بصحة المرأة واقامت ورش في جامعات عراقية للتثقيف بمخاطر سرطان الثدي.

اما ما يخص الاطفال فقد قامت المنظمة بمشاريع لدعم المعوقين من الاطفال عن طريق مشاريع لتوزيع كراسي للمعوقين وادوية ولوازم خاصة لهم وتأهيل المصابين بمرض التوحد. وكذلك قامت المنظمة بمساعدة العوائل المحتاجة والفقيرة من ضحايا العنف والارهاب ممن فقدت شخص أو شخصين من العائلة.

ان هذا التكريم سيضعنا امام مسؤليات اكبر، انه يشكل دعماً معنوياً كبيراً لمنظمة حمورابي تفتخر به، وايضاً سيكون عاملا مهما لتشجيع منظمات المجتمع المدني العراقية لتلعب دور أكبر في عملية التغيير الديمقراطي، والى مزيد من التنافس فيما بينها.

في الختام: اكرر شكري وتقديري باسم أعضاء المنظمة جميعا ومجلس ادارتها الى معالي وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية السيد جون كيري ، كما اتقدم بالشكر الى سعادة السفير ستيفن بيكروفت وفريقه المحترم،  وبشكل خاص السيدة كرستين كيلمور (Kristin Gilmor political officer) ، والسيدة لوسي شانغ ( Lucy Shang Senior Democracy Advisor)  ،  كما اوجه الشكر الى وزارة حقوق الانسان التي ابدت تعاونا ايجابيا مع المنظمة وكانت متجاوبة مع برامج وتقارير المنظمة بشكل فعال، كما نشكر وزارة التربية ولجنة المناهج فيها، وكذلك لجنة التربية والتعليم البرلمانية لتعاونهما في اصلاح المناهج .   كما اتقدم بالشكر الجزيل الى اعضاء المنظمة جميعاً، الذين بجهودهم استطعنا تنفيذ مهامنا، كما نشكر كل الداعمين للمنظمة مالياً ومعنوياً، من الاشخاص والشركات والمنظمات المحلية والدولية والسلك الدبلوماسي في بغداد والمتعاون مع المنظمة في جهودها لخدمة حقوق الانسان في العراق. وفي النهاية أود ان اقول ان هذه الجائزة هي ثمرة تظافر جهود الجميع ، وهي انتصار للجميع ، وللعراق الديمقراطي الحضاري الضامن والحامي لحقوق الانسان .



وليم وردا

مدير العلاقات العامة للمنظمة ـ ورئيسها السابق

بغداد في 29 /  حزيران  /  2013