Skip to main content

معركة دبلوماسية في الاردن

  

اقدم العاملون في السفارة العراقية في المملكة الاردنية الهاشمية على معركة بالكراسي من طراز فريد وجديد على الدبلوماسية العراقية التي ظهرت بعد عام 2003 في بعض السفارات بحالة لا تليق بدولة مثل العراق ولديها سيادة وبرلمان وحكومة منتخبة. 

حيث تناولت اجهزة الاعلام ومنذ يومين فلم عن قيام موظفي السفارة بضرب مجموعة من الاردنيين من انصار والمحسوبين على نظام صدام الفاشي الذي حكم بغداد لمدة ( 24 ) عاما ً، وكانت هذه المجاميع من المستفيدين منه بكل تأكيد .. وكان هذا الحدث قد وقع عندما نظمت السفارة العراقية في عمان احتفالية بمناسبة اليوم الوطني للمقابر الجماعية الذي يصادف في السادس عشر من أيار من كل عام وهو التاريخ الذي عثر فيه العراقيون الاحرار على رفات ( 2000 ) مواطن اغلبهم كانوا من النساء والاطفال والشيوخ في قضاء المحاويل بمحافظة بابل، وكانت هذه المقبرة قد اذهلت العراقيين والعالم، ومن يومها اعتبر هذا التاريخ يوما ً للانسانية ورمزا ً لنضال الابرياء في عراقنا الاغر.    

السفارة اقامت الاحتفال في المركز الثقافي الملكي بالعاصمة الاردنية عمان .. تضايق اتباع صدام وجلاوزته فقاموا بترديد هتفات مؤيدة للنظام المقبور السابق، ومنددة بالحكومة العراقية الحالية، مما احدث ارباك في القاعة فجرت مناوشات وضرب متبادل بالايدي والاحذية والكراسي في موقف لا يمكن القبول به اطلاقا ً.

 كان يمكن معالجة الامور بحكمة وعدم احراج الخارجية والدولة العراقية من خلال طلب الحراس الموجودين في القاعة باخراج اي شخص يخرج عن الذوق العام او يحاول ارباك الفعالية المقامة، وعدم السماح له بدخول القاعة مرة آخرى، وهذا الشئ معمول به حتى في الدول المتقدمة، لكن بدون استعمال القوة.

واستجدت عدد من التطورات بعد حادثة الكراسي .. منها قيام التظاهرات امام السفارة في عمان .. الخارجية الاردنية تطالب السفارة بتوضيح ما جرى .. محامون اردنيون يطالبون الحكومة الاردنية بطرد السفير العراقي .. حملات اعلامية وتصعيد تطالب بطرد السفير العراقي في الاردن جواد هادي عباس، وطاقم السفارة .. مع بدء المضايقات للعراقيين المتواجدين على الاراضي الاردنية.  

مما اضطر وزارة الخارجية العراقية الى اصدار بيان اعربت فيه عن ( أسف الحكومة العراقية ) للأحداث التي رافقت احتفالية ذكرى المقابر الجماعية، وبينت إن ما حصل هي أعمال فردية، واكدت على عمق العلاقات العراقية الأردنية الأخوية والاستراتيجية .. كما اجبر الحادث  وزير الخارجية هوشيار زيباري بإجراء اتصال مع نظيره الأردني الوزير ناصر جودة عبر فيه عن  أسى وأسف الحكومة العراقية على ما جرى.

إننا نرى في العراق الجديد يجيب ان لا يكون لهذه العناصر المحسوبة على الاحزاب المتنفذة في السلطة مكانة في المحافل الدولية لا سيما في السفارات والقنصليات لانها تعكس وجه العراق، واي تصرف سلبي يعكس على شعبنا وبلدنا، ويجب على جميع العاملين في السلك الدبلوماسي ان يكون ولاءهم للعراق اولا ً ، وان يقفوا على مسافة واحدة بين ابناء الجاليات العراقية ان كانوا اديان او مذاهب او احزاب او منظمات، لاننا على يقين بأن هناك افراد ومنظمات تعمل او تحاول التقرب من هذا او ذاك من العاملين، وهو نفس الاسلوب الذي كان يستعمله جلاوزة النظام المقبور .. والدبلوماسي الناجح هو من يقلل من المسافات مع ابناء العراق في الخارج لانها تساعد في انجاح عمل البعثة، وعندما يشعر المواطن العراقي بهذه الامور يتقرب من هذا الطاقم، مما يحفزه على دعم اي نشاط تقوم به سفارة كانت او قنصلية .. في حينها تشارك كل الاطراف في ابراز قيم المجتمع العراقي الذي ناضل من أجل الحرية ورفع راية العراق في المحافل الدولية بكل شموخ.

وعلى الحكومة العراقية معالجة الموقف فورا ً من خلال سحب الموظفين المتورطين في هذه القضية، وقيام وفد حكومي عراقي بالذهاب الى الاردن وحسم هذا الملف، كي لا تكون هناك تداعيات يدفع ثمنها أبناء الجالية العراقية في الاردن.

Hamid Murad

Iraq 0750 773 8807

usa ( 248 ) 722 2907

 www.ihrsusa.net 

Hamid_murad@yahoo.com