Skip to main content

أخبار و نشاطات

منظمة حمورابي لحقوق الانسان تقيم ندوة بعنوان ( الاستقرار في العراق ما بعد النزاعات، التحديات والفرص) نهار يوم السبت 23/ نيسان 2022 على قاعة مندى الصابئة المندائيين في بغداد

منظمة حمورابي لحقوق الانسان  تقيم ندوة بعنوان ( الاستقرار في العراق ما بعد النزاعات، التحديات والفرص)  نهار يوم السبت 23/ نيسان 2022 على قاعة مندى الصابئة المندائيين في بغداد
  • منظمة حمورابي لحقوق الانسان تتصدى لموضوع الاستقرار في العراق ما بعد النزاعات، التحديات والفرص
  • المحاضر الدكتور عبد السلام البغداداي يدعو الى تأسيس ثقافة مدنية حضارية.
  • المحاصصة وتكريس الثقافات الفرعية لا تبني دولة مدنية ديمقراطية.
  • ارساء ثقافة السلام وتحقيق الوئام بين القوميات والاديان وتبني خطط للتنمية البشرية المستدامة مسارات ثلاث يحتاجها العراق.
  • الندوة تشهد مداخلات ومناقشات مستفيضة عن الموضوع.

 

دعا الاستاذ الدكتور عبد السلام البغدادي الى تأسيس ثقافة مدنية حضارية تضع جميع المخاوف على الطاولة من اجل تبديدها  وصولاً الى الاستقرار في العراق،  جاء ذلك في محاضرة له خلال ندوة عقدتها منظمة حمورابي لحقوق الانسان بعنوان ( الاستقرار في العراق ما بعد النزاعات، التحديات والفرص) نهار يوم السبت 23/ نيسان 2022 على قاعة مندى الصابئة المندائيين في بغداد ادارها الاستاذ الدكتور حميد شهاب،  وحضرها جمعاً غفير من النخب العراقية، رجال دين واكاديميون وباحثون وخبراء وناشطون  على رأسهم غبطة الكاردينال مار لويس ساكو بطريريك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم.

  الباحث الدكتور عبد السلام البغدادي اشار الى ان النزاع ربما يكون بسبب حرب اهلية او انتفاضة، تعقب حكم دكتاتوري  او بسبب احتلال دولة اجنبية وبذلك يصح  انطباق ما حصل في العراق على انه ازمة تمثلها عدد من النزاعات،  واضاف، ان العراق لم ينفرد بهذه الظاهرة وانما شهدتها دول اخرى مثل الصين ،امريكا ،المانيا، فرنسا وعدد اخر من دول العالم.

 وفي تناولة الوضع في العراق اشار الباحث الى النظم الدكتاتورية التي تعاقبت عليه من عام 1958 الى عام 2003  وما تخللها من حروب مع دول الجوار وحصار  وكل ذلك انتج نظاماً سياسياً بعد عام 2003 قائماً على المحاصصة العقيمة  فخلال 20 سنة لم يتحسن شئً  ولم تأخذ المصالحة الوطنية طريقها الصحيح الى التنفيذ   فضلاً عن التدمير الذي اصاب البنى التحتية والخدمات ولم يتحقق الدفاع عن حقوق العراق مع دول الجوار والقوى الاخرى.

  الباحث اكد  ايضاً الى انه خلال 20 سنة ماضية هناك نزاع بين مركز الحكم والاقليم على النفط وعلى القوات المسلحة والميزانية والمنافذ الحدودية والمطارات والمناطق المتنازع عليها مبيناً الى انه لم تتحقق مصالحة وطنية حقيقية واضاف لا زال هناك لاجئون ونازحون  ولم يصدر حتى الان عفو عام ولم تتحقق عدالة انتقالية كاملة، كما لا زالت هناك  ثقافة المكونات  اي الثقافات الفرعية التي لا تبني دولة مدنية وطنية ديمقراطية حقيقية  مؤكداً تحقيق السلام وبناء الوحدة الوطنية وارساء تنمية مستدامة  ان كل ذلك هي مقدمات اساسية لقيام دولة ديمقراطية وطنية مؤكداً ان الوضع في العراق يحتاج الى ثلاث مسارات  ( ارساء ثقافة السلام القائمة على التسامح والصفح والتعايش، تحقيق الوئام بين القوميات والاديان ضمن فلسفة  لا غالب ولا مغلوب، تبني سياسة تنموية فاعلة )

 المحاضر  اشار الى نقطة جوهرية مهمة وهي ان هذه المسارات ينبغي ان تبدأ في اطار عملية تشاركية  بعيدة عن نزعات المحاصصة وبعيدا عن تكريس  الثقافات الفرعية،  لا يجوز ان نبدأ من فوق في بناء الدولة  بل ينبغي ان يتم البناء من الاساس، اي  من بناء المجتمع، ومن هنا نفهم لماذا الانسداد السياسي الحاصل في البلاد الان.

 وحدد الدكتور المحاضر الفرص المطلوبة لتحقيق الاستقرار  في تحرير الثقافة من السياسة اي انماء ثقافة المساهمة بعيدا عن ثقافة الخضوع، تفعيل دور المؤسسات على حساب الادوار الشخصية ، انماء المشتركات الوطنية وتبني رموزها التاريخية الجامعة من حمورابي  مروراً بالعديد من هذه الرموز التي تميزت بوطنيتها  كما دعا الى تأسيس عقد اجتماعي سياسي جديد من خلال دستور يقوم على المواطنة والمساواة ووحدة التراب العراقي  ويعتمد الكفاءة اساساً في تحمل المسؤولية ضمن  كل المجاملات  الحياتية مركزاً على اهمية بناء الطبقة المتوسطة لانها عماد التغيير الايجابي وتحرير المرأة  خلص الاستاذ الدكتور عبد السلام البغدادي الى ان الجغرافية العراقية عصية على الانقسام وان ثقافة العنف والغضب والتقلب و الحزن والخشونة في الشخصية العراقية، ليس بسبب المكان الجغرافي وانما بسبب التحديات والنكبات والمآسي التي مرت بالبلاد على مر التاريخ، وحتى اليوم، التي  وكرست المزيد من انتهاكات حقوق الانسان.

 هذا وجرت مناقشة مستفيضة للاراء التي طرحها الباحث مما اغنى الندوة بالكثير من الافكار التي تصلح ان تكون  دليل عملاً لتحقيق الاصلاح السياسي الشامل وهو المنصة الحقيقية التي ينبغي ان يستند عليها الاستقرار.

 هذا وعبرت السيدة باسكال وردا رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الانسان عن خالص شكرها وتقدير للاستاذ الدكتور عبد السلام البغدادي والدكتور حميد شهاب وللحضور المتميز والمشاركة الحيوية  في المناقشات.