Skip to main content

التقرير السنوي لمرصد الحريات الصحفية في العراق-2011

 

غياب شبه تام لحرية الصحافة، و الإنتهاكات تصل أعلى مستوياتها منذ عملية التغيير

سجلت الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون العاملون في العراق مابين 3 ايار/مايو 2010 الى 3 ايار/مايو 2011 اعلى مستوياتها مما يؤكد بشكل واضح غياب شبه تام لحرية الصحافة في مدن البلاد كافة بما فيها أقليم كردستان، وولد تصاعد العنف المنظم ضد الصحفيين من قبل الاجهزة الامنية و السلطات الحكومية خوفاً لدى الصحفيين من أن تزج بهم السلطات الامنية و العسكرية في السجون او أن تعمد الى إيذائهم لمجرد القيام بمهامهم الميدانية، التى تبدو الان مستحيلة بعد توجيهات وأوامر عسكرية و أمنية بعدم السماح للصحفيين الميدانيين بالتصوير أو الحركة أو التنقل من منطقة الى اخرى ألا بعد موافقات مسبقة أو نداءات من خلال اجهزة الاتصال العسكري.

الصحفيون ومؤسساتهم الاعلامية تعرضوا لهجمات شرسة قادتها قوات أمنية خاصة تابعة للحكومة العراقية، وداهمت قنوات فضائية و مؤسسات إعلامية دون سند قانوني، في محاربة ما تدعي أنها تهديدات من قبل وسائل إعلام مستقلة.كما يؤشر مرصد الحريات الصحفية الضغوط التي مورست من قبل هيئة الاعلام والاتصالات وماسببه ذلك من ارباك للعمل الصحفي وخشية متزايدة من ضغوط قد تتواصل خلال الفترة المقبلة.

مؤشرات الاعتداءات، التي وثقها مرصد الحريات الصحفية في تقريره السنوي - بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة- لهذا العام، بينت بشكل كبير ان حرية الصحافة مهددة من أطراف سياسية وعسكرية وحكومية, وتحيق بها مخاطر حقيقية، وان السلطات الحكومية نجحت بقمع الصحفيين في مناسبات عدة أبرزها عند تغطيتهم للأحتجاجات الشعبية على نقص الخدمات في عدد من مدن العراق.

الانتهاكات والهجمات و الاعتداءات الشرسة التي تعرض لها الصحفيون و الاعلاميون مابين 3 ايار/مايو 2010الى 3 ايار/مايو 2011 تصاعدت بنسبة (55 )% عن العام الماضي و بلغت 372 انتهاكاً، و تبين الحوادث التي سجلها مرصد الحريات الصحفية، بأن هناك تخطيطاً لمساعٍ حقيقية للسيطرة على وسائل الاعلام وحركة الصحفيين و ممارسة الضغط عليهم وترهيبهم بشتى الوسائل لمنعهم من ممارسة عملهم.

وبحسب جداول المؤشرات صنفت الاعتداءات ضد الصحفيين ومؤسساتهم الاعلامية بـ (91) حالة اعتداء بالضرب تعرض لها صحفيون و مصورون ميدانيون من قبل قوات الأمن و الجيش العراقيين و أعتقل واحتجز (67) صحفياً و اعلاميا تفاوتت مدد اعتقالهم و احتجازهم، وأغلقت السلطات الامنية (9) مؤسسات اعلامية اعيد للعمل (8) منها ومازالت واحدة مغلقة الى الان، وتعرضت (11) مؤسسة اعلامية للمداهمة و العبث بمحتوياتها وتهشيم بعض أجهزتها وسجلت (69) حالة تضييق و(49) حالة منع و (8) هجمات مسلحة تعرض لها صحفيون و مؤسسات إعلامية و(56) حالة لأنتهاكات مختلفة، فيما قتل (12) صحفيين بأسلحة كاتمة للصوت و عبوات لاصقة.

حالات قتل الصحفيين

في الوقت الذي سجلت فيه (12) حالات قتل للصحفيين خلال الفترة المذكورة، يحتل العراق المرتبة الأولى على مؤشر الإفلات من العقاب، وهو في مقدمة البلدان التي يجري فيها اغتيال الصحفيين بصفة متكررة ولا تتمكن فيها الحكومات من ملاحقة الجناة، ولم تحقق السلطات بصفة جدية في أي من حوادث قتل الصحفيين منذ عام 2003، كما لم يتم جلب أي من الجناة أمام العدالة.

في 4 ايار/مايو 2010، اختطف مجهولون سردشت عثمان الصحفي الحر البالغ من العمر 23 عاماً من أمام مدخل جامعته في أربيل. ثم تم العثور على جثمانه بعد يوم على مقربة من مدينة الموصل، وعلى جسده علامات تعذيب ورصاصتين في الرأس. و يعتقد أصدقاء عثمان وأسرته، أنه قتل بسبب انتقاده الحزبين الحاكمين في اقليم كردستان، وقال أحد أقاربه، بعد أن شاهد جثمانه عن قرب، إنه تلقى رصاصة في الفم، وقال عنها ومعه صحفيون محليون من كردستان ، إنهم يرون في تلك الرصاصة وموقعها رسالة للإعلام كي "يصمت".

 

ارتقاءه من طبقته وسد حاجات اسرته الفقيرة عبر الزواج المفترض من إحدى بنات برزاني.

انتهى التحقيق في قضية مقتل سردشت من قبل لجنة مجهولة التكوين، وخلص إلى أن جماعة إسلامية مسلحة، تُدعى أنصار الإسلام كانت هي المسؤولة عن اختطافه وقتله، بعد أن كتب مقالات تنتقد مسؤولين حكوميين.

ونفت جماعة أنصار الإسلام المسؤولية عن قتله، وقالت في بيان صدر في 21 سبتمبر/أيلول: "إذا كنا قتلنا أو خطفنا أحدا، لكنا اعلنا عن ذلك بأنفسنا، إننا لا نحتاج أن يكذب أحد بالنيابة عنّا".

 

و في السابع من أيلول /سبتمبر اغتالت مجموعة مسلحة مجهولة الهوية مقدم البرامج في قناة العراقية رياض السراي ،في حي الحارثية عندما كان يمر بسيارته الخاصة متوجها الى مكان عمله.

وقال علاء الحطاب مقدم البرامج في قناة العراقية، لمرصد الحريات الصحفية، ان السراي كان يقود سيارته في منطقة الحارثية قرب معرض بغداد الدولي عندما اعترضته سيارة يستقلها مسلحون مجهولون لم يعرف عددهم ولا نوع السيارة التي يستقلونها واطلقوا النار جهته ليستشهد على الفور.

وفي 9 ايلول/سبتمبر قتل صفاء الخياط مقدم برنامج ديني يعمل لصالح فضائية "الموصلية" على يد مسلحين مجهولين في مدينة الموصل.

مصدر في الشرطة العراقية أوضح أن "مسلحين مجهولين أطلقوا النار على الخياط أمام منزله وسط مدينة الموصل لدى مغادرته إلى عمله، ولاذوا بالفرار".

و في 4 تشرين الاول/ اكتوبر قتل تحرير كاظم جواد وهو مصوّر تلفزيوني حر إثر إنفجار عبوة لاصقة وضعها مجهولون أسفل سيارته شرقي الفلوجة، ممثل مرصد الحريات الصحفية في محافظة الأنبار قال إن المصوّر قتل إثر انفجارعبوة لاصقة وضعت من قبل مجهولين أسفل سيارته في منطقة الكرمة شرقي مدينة الفلوجة.وأضاف، أن تحرير كان متوجهاً إلى مدينة بغداد لنقل أشرطة فديو لمؤسسات تلفزيونية يعمل معها.

و في 23 تشرين الثاني / نوفمبر قتل مازن البغدادي مقدم البرامج في قناة "الموصلية " الفضائية، شرق الموصل من قبل مسلحين مجهولين.

ممثل مرصد الحريات الصحفية في مدينة الموصل قال، ان المذيع في قناة "الموصلية" الفضائية اغتيل من قبل مسلحين امام منزله.

فيما قالت عائلته لمرصد الحريات الصحفية ، ان ثلاثة مسلحين طرقوا باب منزل البغدادي و استدعوه بحجة انهم ينتمون للاستخبارات العسكرية ، وعندما خرج لهم اطلقوا عليه رصاصتين من مسدساتهم اصابته في رأسه ما ادى مقتله على الفور.

 

و في 17 شباط / فبراير قتل الصحفي هلال بنون عبدالله الاحمدي على أيدي مجموعة مسلحة في حي الميثاق شرق مدينة الموصل.

 ممثل مرصد الحريات الصحفية في المدينة قال، ان الاحمدي قتل عند خروجه من منزله متوجهاً الى عمله.

وابلغت زوجة الاحمدي، مرصد الحريات الصحفية، انها وجدت زوجها ممددا على الارض على مقربة من مسكن العائلة بعد خروجه بدقائق و عندما هرعت و أبنها لتفحصه وجداه مصاباً بعدة رصاصات نارية في مناطق عدة من جسده.

وترجح عائلة الاحمدي، "انه قتل بأسلحة كاتمة للصوت" كونهم لم يسمعوا اي صوت لأطلاق ناري.

ويقول زملاء للاحمدي، انه كاتب معروف في مدينته ويركز في كتاباته التي ينشرها في وسائل اعلام عدة على قضايا نقص الخدمات و الفساد المالي و الأداري.

و في 30 اذار / مارس قتل صحفيان في مدينة تكريت، عندما شن مسلحون و انتحاريون يرتدون احزمة ناسفة هجوماً على مبنى محافظة صلاح الدين بسيارة مفخخة وقنابل يدوية. وهما الناشط والصحفي صباح البازي والمراسل الصحفي معمر خضير عبد الواحد.

وبحسب تصريحات مصدر أمني في المحافظة رفض الكشف عن اسمه، قال لمرصد الحريات الصحفية إن "احد الانتحاريين الذين اقتحموا المبنى دخل غرفة تواجد الصحفيين وفجر نفسه مما أدى االى مقتل الزميل البازي بعد اصابته بعدة شظايا في انحاء متفرقة من جسده". وإصابة مصور قناة الفيحاءسعد خالد بجروح بالغة.

 فيما أبلغت وكالة العين الاعلامية، مرصد الحريات الصحفية، عن مقتل مراسلها معمر خضير في ذات الحادث عندما احتجز و رهائن اخرين داخل مبنى المحافظة.

وبينت الوكالة، ان عبد الواحد، الذي ، احتجز داخل مبنى المحافظة وكان طوال الوقت يزودنا بالاخبار اثناء العملية، الا ان وكالته فقدت الاتصال به قبل اقتحام القوات الامنية المشتركة لمبنى المحافظة.

و في 10 ني سان/إبريل اغتيل طه العلوي مدير قناة المسار الفضائية بأسلحة كاتمة للصوت في هجوم مسلح جنوبي بغداد.

وأبلغت القناة مرصد الحريات الصحفية أن " مدير القناة اغتيل من قبل مجموعة مسلحة مجهولة بأسلحة كاتمة الصوت، أثناء مروره بمنطقة عويريج (جنوبي بغداد) عندما اعترضته سيارة تقل مسلحيين".  وفضائية المسار هي لسان حال حزب الدعوة الإسلامية تنظيم العراق .

وفي 21 نيسان/إبريل قتل عبد الرحمن الكبيسي وهو مهندس صوت في تفجير مزدوج بسيارتين في بغداد.

قناة بغداد الفضائية قالت في بيان لها، إن مهندس صوت يعمل لديها ، قد لقي مصرعه قرب نقطة تفتيش أمنية في مدخل مزدحم للمنطقة الخضراء في بغداد بينما كان في طريقه للعمل. وكان الكبيسي ينتظر في سيارته لدخول المنطقة المحصنة عندما انفجرت القنبلتان.

وفي الثاني من كانون الثاني/يناير لقيت وجدان اسعد مراسلة صحيفة العراق الحر بمحافظة ديالى حتفها اثر تفجير ارهابي بسيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت مقر قيادة شرطة المحافظة في وقت كانت تجري فيه أسعد لقاءا صحفيا داخل المقر، وفي حادثة مشابهة قتل في 2 شباط/فبراير مراسل قناة الاتجاه بمحافظة الانبار محمد الحمداني خلال تغطيته لاحتفالية بمدينة الرمادي بعد أن فجر أنتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً نفسه بين جموع المحتفلين .

وفي تشرين الأول / اكتوبر الماضي، نجا صحفيان من محاولتي اغتيال في بغداد، استهدف سيارتهما بعبوات لاصقة، وهما المذيع المعروف في قناة العراقية علاء محسن، الذي اصيب بجروح خطرة، ومدير البرامج الاسلامية والثقافية في قناة الأنوار حسين الموسوي الذي أصيب بجروح متفرقة.

وتعرض الصحفيون والعاملون معهم في العراق لهجمات متتالية منذُ الغزو الامريكي للبلاد عام 2003 ، حيث قتل (258) صحفيا عراقيا و اجنبيا من العاملين في المجال الإعلامي ومن ضمنهم البازي و عبد الواحد، وقتل منهم (145) صحفياً بسبب عملهم الصحفي وكذلك (53) فنيا و مساعدا اعلاميا ، فيما لف الغموض العمليات الاجرامية الاخرى التي استهدفت بطريقة غير مباشرة صحفيين وفنيين لم يأت استهدافهم بسبب العمل الصحفي ، واختطف (64 ) صحفياً ومساعداً اعلامياً قتل اغلبهم ومازال (14) منهم في عداد المفقودين . وفقاً لاحصائيات مرصد الحريات الصحفية.

 

المداهمات والهجمات المسلحة التي تعرضت لها المؤسسات الاعلامية

القوات الامنية و العسكرية والسلطات الحكومية لم تتردد بمداهمة مقرات مؤسسات اعلامية دون أوامر قضائية او مسوغات قانونية بل تعدى الامر ذلك و قامت بأغلاق عدد منها و عبثت بمحتوياتها و صادرت معداتها و ارشيفها. وبدا غياب القانون واضحاً من خلال ما قامت به هذه القوات في بغداد و مدن العراق الاخرى في التعامل مع قضايا النشر و التغطية الاخبارية المكفولة دستورياً ، حيث ان جميع حالات مداهمة المؤسسات أو أغلاقها لم تأت بأمر قضائي انما بتوجيهات حكومية وعسكرية فقط. بالاضافة الى مهاجمة مسلحين لمؤسسات و تدمير بعضها.

في 23 شباط/فبراير ، قام أكثر من 30 رجلاً مسلحاً، وبعضهم يرتدون الزي العسكري والقبعات الحمراء، وآخرون يرتدون زياً عسكرياً أسود وشعار الجمجمة والعظمتين المرسوم على خوذاتهم، بمهاجمة مقر مرصد الحريات الصحفية في بغداد و اقتحامه ، وأجرت قوات الأمن الخاصة عملية تفتيش مُدمرة للمكتب دامت أكثر من ساعة وصادرت أجهزة الحاسوب الآلي وأقراص التخزين الخارجية (External Drives) وكاميرات وهواتف نقالة وأقراص مدمجة تحوي قائمة واسعة لاسماء الصحفيين المرتبطين والمتعاونين مع المرصد ووثائق التقارير الصحفية وعدة ستر واقية من الرصاص وخوذات حامية مكتوب عليها كلمة "صحافة".

وكان جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، قد علق على اقتحام مرصد الحريات الصحفية بأن "هذا الهجوم على مرصد الحريات الصحفية يُظهر ازدراء السلطات العراقية للمنظمات التي تطعن في سجل الحكومة الحقوقي".

وزارت هيومن رايتس ووتش مقر المرصد في صباح اليوم التالي للمداهمة ورأت الدمار الكبير الذي خلفه الهجوم ، بما في ذلك الأثاث المُحطم والمعدات المُدمرة والأبواب التي فُتحت عنوة بالركلات والملصقات المُقطعة وكتب ونشرات عن فعاليات المرصد، مثل "جوائز الشجاعة الصحفية" السنوية التي يقدمها المرصد. وكانت الصور المؤطرة للصحفيين القتلى في العراق منذ عام 2003 ملقاة على الأرض تغمرها شظايا الزجاج المُهشم.

وفي 25 شباط / فبراير، اقتحمت قوات عسكرية تابعة لقيادة عمليات بغداد قناة الديار الفضائية، وحطموا ابواب القناة و عبثوا بأجهزة البث و قطعوه و أعتقلوا 14 عاملاً في القناة بسبب بث القناة لصور مباشر لأحتجاجات شعبية نظمت في بغداد اعتراضاً على نقص الخدمات.

ويقول الاعلامي المعروف فيصل الياسري ، لمرصد الحريات الصحفية، اننا لم نخالف اي شي وكان لقيادة عمليات بغداد ان منعت وجود سيارات البث الخارجي في التظاهرات بحجة انها تعرقل حركة التظاهرات، وكان من حق كاميرتنا تصوير اللحظات الاولى لمحاولات المتظاهرين كسر الطوق على جسر الجمهورية والتعرض للحواجز الكونكريتية وصورتها الديار من خلال نافذة الاخبار داخل القناة والقريبة من موقع الحدث الأمر الذي ازعج بشكل غير مقبول وغير معقول قيادة عمليات بغداد بشكل كبير لدرجة اصابتها بهيستيريا، ورغم ان مسؤولي القوات الامنية رأوا بنقل قناة الديار المباشر شكلا غير متجاوز للتعليمات لكنهم اعتبروا نقل شجاعة وغضب المتظاهرين على الهواء بمثابة تحد لهم فافرغوا غضبهم في مؤسسة اعلامية كقناة الديار وهاجمونا بسيارات محملة بالجنود والشرطة ودخلوا على القناة فكسروا الابواب واعتقلوا 14 شخص وخربوا البث حتى ثلاثة ايام.

ويضيف الياسري ، احد زملائنا من القناة الذين كانوا يصورون في ساحة التحرير امسكه بعض الشرطة وأقتادوه الى الضابط المسؤول الا انه عندما علم به مراسلا لقناة الديار امر بطرده مرة اخرى وجاءوا به الى القناة مع 4 سيارات محملة بقوات امنية وهاجموا القناة مرة اخرى.

و يوضح الياسري ، انه من الناحية الشكلية نشعر بان لنا حرية في كتابة وقول ونشر مانريد ولكن ما ان ننشر او نقول شيئا حتى يتوجه الينا من يلومنا او يهددنا ونحن نتلقى تهديدات كثيرة على اخبار غير لئيمة وغير خبيثة فقط حقائق ، " من الناحية الشكلية عندنا حرية ولكن من الناحية العملية نحن ملاحقون ووسائل الاعلام ملاحقة وتاتينا تهديدات بان يقال لنا من الافضل ان لا ننشر او نكتب".

ورغم التحسن الذي طرأ على الحالة الأمنية منذ عام 2008 وما استتبعه من تقلص عدد الاعتداءات على العاملين بالإعلام، فإن الصحفيين والمدافعين عن حرية الصحافة في العراق ما زالوا عرضة للخطر.

في 21 شباط / فبراير ، أصدرت هيومن رايتس ووتش تقريراً استطلاعياً بعنوان "عند مفترق الطرق: حقوق الإنسان في العراق بعد ثماني سنوات من الغزو بقيادة الولايات المتحدة"، ووثق التقرير هجمات استهدفت الإعلام والقيود الممارسة على الصحافة. ويدعو التقرير الحكومة إلى حماية حقوق الصحفيين وإلى تعديل قانون العقوبات والقوانين الأخرى التي تخرق الحق في حرية التعبير.

و في 25 شباط / فبراير ، اغلقت القوات الامنية و العسكرية في محافظة صلاح الدين أربع اذاعات محلية وهي اذاعة صلاح الدين FM و اذاعة ديرتنا و اذاعة بيجي و اذاعة بلد لمدة اسبوع تقريباً.

وقبل ذلك التاريخ بخمسة ايام وبالتحديد في 20 من نفس شباط فبراير، قام مسلحون، يعتقد انهم ينتمون للأجهزة الأمنية، باضرام النار في مكاتب قناة ناليا في اقليم كردستان، وأحرقوا مكاتبها بالكامل في مدينة السليمانية.

حيث تمكّن خمسون مسلّحا ملثّمين من دخول مجمّع "القرية الألمانية" في مدينة السليمانية حيث

مقر قناة وإذاعة ناليا وقاموا بمداهمة المبنى وفتحوا النيران على الحراس، ما أدى الى جرح أحدهم، ثم اضرمو النار في المبنى و لاذو بالفرار. و قال توانا عثمان، مدير تلفزيون ناليا، لمركز ميترو في وقت سابق، انهم كانوا انهم كاموا يتعرضون لضغوط من جهات عدة لوقف بثهم التلفزيوني الذي بدأ منذ ثلاثة ايام.

 و من جهته قال مركز ميترو ممثل مرصد الحريات الصحفية في اقليم كردستان "هذا يوم أسود في تأريخ حرية الصحافة في أقليم كردستان. وندين و بشدة الجريمة التي ارتكبت بحق زملائنا في قناة ناليا. ومن الواضح ان هذه الجريمة البشعة تم التخطيط لها مسبقا من قبل المسلحين لانهم استهدفوا اجهزة البث و الارسال داخل بناية القناة. و لم يكتف المسلحون بذلك بل اضرمو النار في البناية.

وناليا هي أول قناة فضائية مستقلة في إقليم كردستان العراق، وكانت قد بثت لقطات تلفزونية نادرة لإطلاق الشرطة النار على محتجين في السليمانية.

و في 13 نيسان / ابريل اقتحمت قوة أمنية مقر قناة صلاح الدين الفضائية، الكائنة في مدينة تكريت وأمرت بإيقاف بث احد البرامج السياسية.

وقالت ادارة القناة لمرصد الحريات الصحفية إن "قوة من شرطة مكافحة الشغب اقتحمت مقر قناة صلاح الدين الفضائية وأمرت فريق العمل بإيقاف بث برنامج حواري مخصص للحديث عن مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي"، مبينا أن "القوة حاولت اعتقال ضيف البرنامج وأسرة التحرير، إلا أن إدارة القناة أجرت اتصالاتها ومنعت تنفيذ الاعتقال".

وأضافت الأدارة أن "القوة المداهمة اقتحمت غرفة استوديو بث البرنامج وطوقت مقر القناة وأرهبت الموجودين من صحفيين وعاملين بطريقة غريبة.

و في يوم 6 آذار/مارس أعلنت إدارة إذاعة دنك المستقلة، أن قوة عسكرية داهمت مقرها في السليمانية وصادرت معداتها واعتدت على حارسها بالضرب.

وقال مدير إذاعة دنك المستقلة أزاد عثمان، إن "قوة عسكرية داهمت اذاعته، وقامت بكسر الأبواب واقتحام المقر"، مبينا " أن القوة صادرت محتويات الاذاعة واعتدت على حارس المقر بالضرب".

وأضاف عثمان "حجم الخسائر التي تعرض لها مقر الإذاعة تقدر بنحو عشرة ألاف دولار"، مشيرا الى أن "عملية المداهمة هي الثانية من نوعها، حيث قامت قوة أمنية منتصف العام الماضي بمداهمة الإذاعة ومصادرة محتوياتها".

و في 2تشرين الثاني/ نوفمبر، اغلقت القوات العسكرية مكاتب قناة البغدادية في جميع مدن العراق و استولت على اجهزة البث و المعدات واخلت المبنى من العاملين فيه، وطوقت قوات عسكرية مقرها بالكامل، وأوقفت مراسليها عن ممارسة العمل و توقيعهم على تعهدادت خطية.

ونقلت وكالة (اصوات العراق) عن مصدر في شرطة بابل ، أن"برقية مستعجلة تسلمتها الاجهزة الامنية والاستخباراتية والمخابراتية موقعة من قبل قيادة عمليات الفرات الاوسط تفيد بأن القائد العام للقوات المسلحة أمر باغلاق مكاتب البغدادية في محافظات الفرات الاوسط عن طريق الاجهزة الامنية".

فيما اعلنت هيئة الاعلام والاتصالات CMCفي ذات اليوم في بيان لها، نشر عبر موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت، عن اغلاق مكاتب قناة البغدادية في انحاء العراق، بناءً على قرار صدر عن الهيئة.

وقالت الهيئة في البيان إن "قناة البغداداية بثت مساء الاحد 31/10/2010 اخباراً حول ما أسمتهُ بـ(مطاليب الخاطفين) الارهابيين الذين احتجزوا المواطنين في كنيسة النجاة ببغداد وذلك عبر اتصال بين القناة والارهابيين متحولة الى منبر للارهابيين العابثين بارواح الابرياء".

واضاف البيان "اخلال القناة بقواعد ونظم البث الاعلامي وخرق النظام العام وتهديده"، دون ان توضح الهيئة الاخفاق المهني أو تفاصيل الخطأ الذي ارتكبته القناة وفقاً لتحليل المضمون و المعايير المهنية.

ورافق القوات الامنية و العسكرية عند تطويقها مقر القناة ممثل عن هيئة الاتصالات و الاعلام الذي قام بدوره بأيقاف البث الفضائي عندما كانت القناة تبث برنامجاً عن حرية الاعلام و تستضيف به عددا من الاعلاميين.

ويقول المحامي حسن شعبان انه وجد ان قرار وقف البث يتعارض مع حرية الاعلام لانه لايتوافق مع الدستور العراقي و مبادئ حرية الصحافة .

ويضيف شعبان ، "كان بأمكان القوات الامنية نشر وجهة نظرها بشأن احداث كنيسة النجاة ".وأشار الى أن القائد العام للقوات المسلحة مخول وفق قانون مكافحة الارهاب إتخاذ إجراءات بحق مؤسسات وأشخاص ولكن القانون الزمه في ذات الوقت بعرض الموضوع على القضاء للبت فيه وفي خلال 24 ساعة.

ونشرت قناة البغدادية في خبر عاجل على شاشتها, بأن مكتبها في مدينة البصرة تعرض للاقتحام من قوات امنية و عبث بمحتوياته و حطمت بعض الاثاث فيه، كما وابلغ عماد العبادي مقدم البرامج في القناة ، مرصد الحريات الصحفية ، بأن شخصا يدعي انه ممثل هيئة الاعلام و الاتصالات حاول دخول مبنى القناة ورفض اعطاء مايثبت انه يمثل الهيئة وقال، " انا فوق القانون" .

كما اعتقلت الشرطة في وقت سابق اثنين من العاملين في القناة بعد تغطيتهما عملية كنيسة سيدة النجاة في الكرادة وسط بغداد ، بسبب تلقيهما اتصالا من مسلحين اقتحموا الكنيسة واحتجزوا عشرات من المدنيين رهائن بداخلها.وأطلقت سراح احدهما فيما بقي الاخر محتجزاً لديها.

وفي 26 تموز /يوليو ، تعرض مكتب قناة العربية في بغداد لهجوم ارهابي نفذه انتحاري كان يقود حافلة صغيرة فجر نفسه بعد ان اخترق الحاجز الامني التابع لشركة الحماية الامنية المكلفة بحماية مكتب القناة بمنطقة الحارثية بالمنصور مما أدى الى تدمير مكتب القناة بالكامل.

اللواء قاسم عطا الناطق بأسم قيادةعمليات بغداد ، قال لمرصد الحريات الصحفية اثناء تواجده في مكان الحادث ، ان العملية استخدم فيها 200 كغم من المواد المتفجرة وان اربعة اشخاص قتلوا في الحادث منهم ثلاثة عناصر أمنيين و موظفة خدمة تعمل في القناة.

مسؤول امني رفيع الستوى فضل الكشف عن اسمه ابلغ مرصد الحريات الصحفية, انه يعتقد ان السيارة تم تفخيخها للتفجير في احد المنازل القريبة من مكان المكتب.

ويقول وفد مرصد الحريات الصحفية الذي زارمكان الحادث، ان التفجير مروع للغاية و ترك حفرة يفوق عمقها المترين و محيطها اربعة امتار كما ان سبعة دور سكنية بالقرب من القناة تضررت بشكل كبير و ان اكثر من 10 سيارات احترقت .

وتعرض مكتب قناة العربية في بغداد لهجوم انتحاري مشابه في تشرين الاول/ أكتوبر عام 2004 ادى الى مقتل اربعة من العاملين بالأقسام الفنية والإدارية .

 

حالات ضرب وأعتقال و أحتجاز الصحفيين

وواجه الصحفيون اعتدءات منهجية وتعرضوا للضرب و التنكيل من قبل القوات الأمنية و العسكرية، التي استخدمت القوة والتهديدات وإتلاف معدات التسجيل والتصوير، سعياً منها لمنع الصحفيين من أداء عملهم، وفي حالات عديدة وثق مرصد الحريات الصحفية عمليات اعتقال و احتجاز طالت صحفيين ومصورين وهم يؤدون مهامهم في الميدان، بالاضافة الى اصابة صحفيين ومصورين بجروح نتيجة تعرضهم للضرب المبرح من قبل عناصر في الجيش و الشرطة ، مما ولد شعورا بان هذه الحالات لا تترك مجالاً للشك أن ما يجري هو جهود تنسقها السلطات الحكومية بالتعاون مع الاجهزة الأمنية و العسكرية لاستهداف الإعلام وخلق فراغ في المعلومات.

وتكررت حالات التضييق والمنع والاعتقال للفرق الاعلامية والصحفيين المستقلين بشكل ملفت للنظر، مع تزامن تغطية وسائل الاعلام لاحداث سلسلة التظاهرات التي عمت مدن البلاد مع بداية( حذف 25) شباط/ فبراير الماضي، حيث تعرضت وسائل الاعلام والعاملين فيها وصحفيون اخرون الى تضييق مبرمج اشتدت كثافته خلال تلك الفترة من قبل السلطات الامنية والمحلية في بغداد والمحافظات ومراكز المدن العراقية المختلفة في محاولة من تلك السلطات للحد ما امكنها من منع تلك الوسائل تغطية الجموع الغفيرة للمتظاهرين، وهو الوقت الذي سُجلت فيه أعلى مؤشرات الانتهاكات، فيما قام متظاهرون بالاعتداء على صحفيين يشعر المتظاهرون انهم يمثلون وسائل اعلام حزبية ورسمية منحازة ولاتغطي الاحتجاجات بشكل مهني.

 

ووجد مرصد الحريات الصحفية اثناء اعداد هذا التقرير ان هناك الكثير من الانتهاكات الموثقة التي نشرت على موقعه الالكتروني والتي لايتسع مجال هذا التقرير لادراجها جميعا، لذا يكتفي المرصد بايراد البعض منها:

في 1 نيسان/ابريل، قامت القوات الامنية الكردية (الأسايش) بالقرب من ميدان الحرية بمدينة السليمانية بالاعتداء على فريق صحفي من جريدة جتر، وهم كل من زانكو سردار، وآراس عثمان وآسو خليل. وقال آسو "اضافة الى تعرضنا للضرب تم تحطيم كاميرتي".

وفي اليوم ذاته 1 نيسان/ابريل تعرض آكو مجيد علي، مراسل مجلة هاودم، للأحتجاز من قبل عناصر الشرطة في مستشفى الطوارىء في السليمانية لمدة ثلاث ساعات، وصادروا معداته الصحفية وأقتادوه الى مقر الآسايش وقاموا بالتحقيق معه.

وفي يوم 3 آذار/مارس اختطف المراسل (اسعد محمد) والمصور (سنكر حميد) العاملَين في فضائية سبيدة في كلار، اختطافهما من امام مكتب الفضائية من قبل مفرزة من الآسايش (الامن) وبعد تعرضهم للتنكيل من قبل عناصر المفرزة تم اقتيادهم الى مديرية آسايش كرميان، حيث تم تهديدهم وتعرضوا للاهانة والضرب ايضا.

وفي 4 نيسان/ابريل اعتقلت نياز عبدالله عضو مجلس إدارة مرصد الحريات الصحفية في إقليم كردستان ومراسل صحيفة هولاتي ريا حمه كريم أثناء تغطيتهما لتظاهرة طلابية في جامعة صلاح الدين، وسط أربيل، واحتجزا في مقر شرطة الطوارئ في أربيل لأكثر من ساعتين.

و في 4 اذار/ مارس اعتدت قوات من مكافحة الشغب التابعة لوزارة الداخلية في محافظة البصرة بالضرب بالهروات على رئيس فرع نقابة الصحفيين حيدر المنصوري ومصور وكالة أسيوشيتد برس نبيل الجوراني ومصور قناة العالم الفضائية محمد الراصد ومراسل وكالة اخبار بغداد شهاب احمد خلال تغطيتهم لتظاهرة شعبية في مركز مدينة البصرة.

وقال ممثل مرصد الحريات الصحفية في البصرة، إن الصحفيين الذين تعرضوا للضرب المبرح نقلوا إلى قسم الطوارئ في مستشفى الصدر التعليمي لتلقي العلاج، وان اصبات احدهم كانت بالغة.

وفي 9 آذار/مارس قال سركوت سلام مراسل فضائية سبيدة في كرميان بقضاء كلار، انه اعتقل في سوق المدينة من قبل مفرزة من الآسايش (الامن) وبعد ان تم ضربه واهانته تم اطلاق سراحه في مكان خارج المدينة. فيما قال هيمن عمر، المذيع في راديو صوت الاتحاد الاسلامي في كرميان، انه تعرض للضرب بأعقاب البنادق من قبل عناصر من مفرزة الآسايش في مركز رزكاري وتم اعتقاله لعدة ساعات بحجة اشتراكه في المظاهرات. واعتقل مراسل فضائية KNN كرميان حمة بور، في كلار عندما كان يغطي المظاهرات في ناحية رزكاري مع مصور القناة عبد الرحمن نريمان، من قبل مفرزة من الآسايش لمدة زادت عن الساعة، وتم تهديدهما انه في حالة استمرارهما بتغطية المظاهرات فأنهما سيتعرضان لاطلاق النار عليهما.

وفي 12 اذار/ مارس أبلغ عمر رياض مراسل قناة الرشيد ، مرصد الحريات الصحفية، أنه وزميله المصور حيدر طالب عبد الحسين تعرضا للضرب من قبل عناصر في الشرطة الاتحادية بعد خروجهما مباشرة من ملعب الشعب الدولي ببغداد, حيث قاموا بضربهم وتوجيه الإهانات غير المبررة لهما برغم تأكيدهما على طبيعة عملهما الصحفي.

في 15 آذار/مارس وفي ناحية سيد صادق ، تم الاعتداء بالضرب المبرح على (زانا علي) مراسل فضائية KNN وسالار محمود مراسل مجلة (لفين)، وحسب التقرير الطبي فقد كسر احد اضلاعة وتهشم آخر. وقال زانا " أعاني من آلام شديدة في صدري، حيث هاجمني عدة اشخاص مما ادى الى تحطيم ضلعين في صدري" ، وأوضح ان هؤلاء الاشخاص فوق القانون، وبعد هذا الاعتداء لازالوا يرسلون التهديدات لي عبر رسائل في التلفون". وابلغ سالار محمود مركز ميترو،" بتعرضه للضرب والاهانة واعتقاله، واطلق سراحه بكفالة.

وفي 16 آذار/مارس، تم اعتقال كل من (كاروان سالار) رئيس تحرير جريدة جتر والصحفي (ياسر كولي) عندما كانا يؤديان عملهما الصحفي بالقرب من مديرية الاصلاح في السليمانية بحجة التقاط صور بدون رخصة، وبعد ذلك تم نقلهما الى آسايش السليمانية، والتحقيق معهما.

وفي 21 آذار/مارس وامام بناية برلمان كوردستان ، تم الاعتداء على فريق فضائية KNN . هزار انور مراسل الفضائية أبلغ مركز ميترو "ان مجموعة من المسلحين بملابس مدنية ويحملون الكلاشنكوفات والمسدسات، قاموا بمهاجمة المصور واستولوا على الكاميرا والموبايلات والسيارة الخاصة بالفضائية، بعد ذلك تم نقلنا الى مركز شرطة النجدة، و مسح جميع ماقمنا بتصويره.

وفي 23 آذار/مارس تعرض هنكاو هاشم، مدير مكتب جريدة روزنامة في اربيل، لاطلاق نار من قبل سيارة مجهولة الهوية. وقال هنكاو " بعد عودتي انا وزوجتي من سوق ماجدي مول ليلاً وفي طريق بنصلاوة خلف السوق، قامت سيارة صالون بيضاء اللون ذات زجاج اسود وترفع علما، بأطلاق النار تجاه سيارتي".