Skip to main content

انتخابات كردستان وحقوق وطن

نعيش هذه الايام اجواء انتخابات كوردستان العراق التي تعتبر اهميتها تفوق اهمية انتخابات 2014 البرلمانية القادمة! لاسباب ذاتية تتعلق بمصير الشعب الكردي الذي عاش واختبر حقوق الانسان بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الكورد والمنطقة، كونه ذاق طعم الاضطهادات على مذبح الحرية، حاله حال العراقيين من المكونات والاقوام الاخرى التي عاشت خلال فترة نصف قرن من الكفاح والنضال وكل حسب ما قدمه من شهادة ونكران ذات وتضحية من اجل شعبه ووطنه، لنقارن المقابر الجماعية مع الانفال، هذه هي حلبجة شاهدة وشهيدة مثل خواتها في بغداد والجنوب، هناك صوريا وكنيسة سيدة النجاة – هناك اضطهادات وقتل ودمار على مر التاريخ، ولكن هناك خصوصية متميزة للكورد تتمثل بـ

اولا: انهم الوحيدين الذين لعبوها (مرحلة التغيير) بجدارة وحكمة

ثانياً: استفادوا من كل قطرة دم اريقت على مذبح النضال، بحيث كانت نتائج اختبارهم للحرية هي التمسك بحقوقهم وحقوق غيرهم من العيش المشترك ان كان داخل الاقليم او على نطاق الوطن

ثالثا: هناك انتهاكات لحقوق الانسان داخل الاقليم بنسبة، وحسب اعترافات مسئولي الاقليم وعلى جميع المستويات، ان قارناه بالديمقراطيات الحديثة والقديمة نجد انه يعتبر نموذج في المنطقة من ناحية الحقوق والتوجه الديمقراطي

رابعاً: لا نتكلم ونجامل احدا على حساب الحق مطلقاً، ودليلنا اي اثباتاتنا على ما جاء في الفقرة (ثالثاً) هي:

أ – الدول الديمقراطية الاكثر تطوراً فيها انتهاكات لحقوق الانسان بنسبة ايضاً بدليل وجود محاكم حقوق انسان وكذلك اتحادات حقوق انسان فيها (كامريكا والاتحاد الاوربي واستراليا) ان قارنا هذه النسبة مع نسبة انتهاكات حقوق الانسان في الاقليم فلا بد ان تكون هذه المقارنة لصالح الاقليم بغض النظر عن قيمة النسبة المئوية لانتهاكات حقوق الانسان!! لسبب بسيط جدا وواقعي الا وهو الفرق بين تجربة الاقليم في التوجه الديمقراطي وبين ديمقراطية الديمقراطيات عند الغرب

الفرق يتجلى في الفترة الزمنية من مرحلة التوجه الديمقراطي في الاقليم وبين انتهاء مرحلة التوجه الديمقراطي والتحول الى الديمقراطية التي دامت حوالي 800 سنة عند الغرب اي منذ الميثاق الاعظم 1215 بريطانيا وبدأ باستقلال القضاء اضافة الى القضايا الرئيسية الاخرى انذاك

ب – التجانس الفكري القومي في اقليم كوردستان غير موجود لدى الاقوام الاخرى او القوميات الاخرى داخل العراق ولا في الدول المتقدمة ديمقراطيا وحقوقياً – ودلينا تعدد القوميات والاثنيات في الدول المتقدمة مما وجود اختلافات فكرية وقومية واثنية وحضارية وثقافية اكثر من وجودها داخل العراق ايضا

حتى المعارضة الموجودة داخل اقليم كوردستان تتفق كليا على حقوق الانسان والمصير القومي باتجاه مصير الوطن ككل

ج – كلنا نعرف مع العالم اجمع ان قيادة كوردستان كانت قيادة عشائرية منذ اندلاع الثورة الكردية في بداية الستينات من القرن الماضي ولحد هذا اليوم هناك اثر ملموس لهذه العشائرية، ويستغرب بعض القراء والمتابعين الكرام من هذا الطرح الواقعي، ولكن هناك ضرورة تاريخية بمكان للأتيان بمثل هذا الموضوع وخاصة في هذه الظروف الخاصة والخطيرة التي يمر بها العراق والمنطقة وبتالي تاثيرها على كوردستان ونتائج الانتخابات التي ستجري في 21 ايلول الجاري

رابعاً: تتجلى هذه الضرورة التاريخية في نتائج الانتخابات الحالية وذلك بـ :

واحد: القيادة العشائرية بشخص الرئيس البرزاني الموقر هو مفتاح الامن والامان للاقليم الذي هو في موقع متميز ونموذج في العراق والعراقيين مقارنة بمنطقة الشرق الاوسط! فهل يضمن احدكم ان كان شخص مؤثر او حزب او مكون او جبهة لا يكون البرزاني وحكومته من ضمنها هل يضمنون الامن والامان والعلاقات الخارجية وادارة الصراع الداخلي والاقليمي والدولي كما هو حاله اليوم؟؟؟

اثنين: ربما سائل يجاوب بنعم!! طيب نحن نعيش حالة معينة وواقعية كما اشرنا! اذن ان قلنا نعم هذا يعني انه هناك احتمالين (نعم يكون هناك امان – ولاء نتقدم خطوة واربعة خطوات الى الوراء) اي الدخول في فوضى غير محسوبة وهذا ما ينتظره الاكثير من الاعداء، اذن هل من الحكمة ان نجرب عدم الامان والفوضى والهجرة والخوف والاقتتال ونحن نعيش تجربة فريدة في المنطقة؟ لماذا نفتش عن امان داخلي ونحن نعيشه؟ او تجانس فكري قومي ونحن نمارسه؟ هل هو الكرسي والدولارات ام شيئ اخر لا نعرفه؟

ثلاثة: المطلوب اليوم هو النضوج الفكري لقيادة مرحلة التوجه الديمقراطي وبرأينا المتواضع وجوب الابقاء على ما هو عليه الان كضرورة لانضاج مرحلة التوجه الديمقراطي والحقوقي والنتيجة وضع الانسان المناسب في المكان المناسب، وخوض انتخابات حرة ونزيهة لمعرفة القوة التنفيذية لكل حزب ومكون داخل الاقليم هو ممارسة ديمقراطية مطلوبة في هذه المرحلة، لان نتائج هذه الانتخابات تعطي للشرعية الدستورية الحق للحفاظ على مكتسبات الاقليم الداخلية والخارجية مع التقدم باكثر من خطوة نحو حقوق الانسان كل انسان مهما كان دينه ولونه وشكله

عينكاوا في 14 أيلول 2013