
في خطوة فريدة ونوعية منظمة حمورابي لحقوق الانسان انجزت منتدى على شكل ورش وجلسات متتنوعة لتعزيز ثقافة حقوق الانسان ضمن مشروع " حماية الاقلية المسيحية وخلق ثقافة حقوق الانسان في العراق" استهدفت فيها نساء تدريسيات من اربعة جامعات حكومية في العراق وهي بغداد والمستنصرية والعراقية والبصرة.
المنتدى الذي شمل ثمانية جلسات عقدت ببغداد على مدى ثلاثة ايام للفترة 22-24 أيار2025 في قاعة سمير اميس بنادي الهندية، بتنفيذ منظمة حمورابي وبالتعاون مع مؤسسة يوحنا بولص الثاني وتمويل الوكالة الايطالية للتنمية، استهدف عشرون امرأة من التدريسيات من حملة الشهادات العليا في الجامعات الاربعة المذكورة اعلاه شمل ثمانية جلسات وزعت على عناوين وموضوعات حقوقية تتولى منظمة حمورابي لحقوق الانسان الاهتمام بها وهي حقوق المرأة ولا سيما مناهضة العنف ضدها ومسألة حماية الاقليات والطفل وضمان حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة وتعزيز الحريات الدينية وضمان حرية الضمير والمعتقد والقوانين والتشريعات والوطنية المعنية والالتزامات العراق الدولية بالصكوك والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
ركزت الورش والجلسات على الاهداف التي من اجلها اقيم المنتدى وهي رفع الوعي لدى التدريسيات الجامعيات بالحقوق والحريات التي كفلتها القوانين والاعلانات والمعاهدات الخاصة بحقوق الانسان ولا سيما التي تضمنتها الشرعة الدولية ، وكذلك التعريف بالضمانات الوطنية الدستورية والقانونية المعنية باحترام حقوق الانسان وركزت بشكل خاص على حماية الاقليات الدينية والاثنية في العراق وسبل صيانة التنوع في العراق، والتوعية بحقوق المرأة ودراسة واقعها وحمايتها من العنف بأشكاله كافة ولا سيما المرأة في الاقليات والتعريف بدورها ومسؤولياتها وسبل دعمها واشراكها في عملية صنع القرار. كما هدفت الجلسات ايضا على التوعية بحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة وسبل رعايتهم وتأهيلهم وادماجهم وعدم التمييز ضدهم ، وايضا ركزت الجلسات على حقوق الاطفال وحمايتهم من الاستغلال ومشاركتهم في النزاعات المسلحة ، كما خصص المنتدى جلسات خاصة لتعزيز الحرية الدينية واحترام حرية المعتقد والضمير ، وجرى التركيز على قانون الاحوال الشخصية ومكامن الضعف والقوة فيه وسبل التعديل والمعالجة وخاصة المادة 26 منه الخاصة باسلمة الاطفال القاصرين من الاقليات غير المسلمة ، هذا بالاضافة الى ان المنتدى خصص جلسة خاصة للتعريف باوضاع الاقليات غير المسلمة في العراق من ( المسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين وغيرهم).
لقد حاضر في الجلسات شخصيات عراقية وطنية متخصصة وخبراء في الاختصاصات المعنية بكل موضوع واستخدمت منهجية التشاتم هاوس والحوار التبادلي وفتح نقاشات تفاعلية بين المحاضرين والمشاركات المتلقيات وفسح المجال للأسئلة والحوارات.
ففي اليوم الاول الجلسة الأولى التي تناولت حقوق المرأة ومناهضة العنف ضدها، حاضر القاضي هادي عزيز المختص بالقانون المدني و .د باسكال وردا الاختصاصية في الدراسات المعمقة في حقوق الانسان من جامعة ليون الكاثوليكية رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الانسان والدكتورة رفقة خليل التدريسية في كلية الاداب والمتخصصة بفلسفة التاريخ المسيحي،اما الجلسة الثانية المعنية بحقوق المرأة في الاقليات، فقد داخلت الدكتورة سهاد قاسم تدريسية في جامعة بغداد وممثلة عن الديانة البهائية في العراق والدكتورة خلود هادي التدريسية في جامعة بغداد والباحثة في حقوق الشبك في العراق والدكتورة باسكال وردا رئيسة منظمة حمورابي، تناولت وتناولت الجلسة الثالثة مكامن الضعف والقوة في قانون الاحوال الشخصية العراقي النافذ وسبل المعالجات وفرص التعديل حاضر فيهاالاستاذ القاضي المتقاعد سالم الروضان ،والقاضي أحمد جاسب الساعدي نائب رئيس محكمة الرصافة ،والدكتور علي الرفيعي عميد كلية القانون في جامعة اوروك ومتخصص في القانون المدني وقانون الأحوال الشخصية.
وخصص اليوم الثاني من المنتدى لعقد ثلاث جلسات ، تناولت الجلسة الاولى الحريات الدينية وحرية المعتقد في العراق، فرص حماية التعددية الدينية والاثنية ومدنية الدولة حاضر فيها كل من الدكتورعلي عباس مراد استاذ الفكر السياسي في جامعة بغداد كلية العلوم السياسية والدكتور أنس العزاوي استاذ الفكر السياسي وعميد كلية القانون في جامعة التراث ومدير عام سابق في المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق،والأب الدكتور فيليب الدومنيكي المتخصص باللاهوت والفكر الديني المسيحي وجاءت المحاضرة تحت عنوان(الحريات الدينية وحرية المعتقد وقام بتيسير الجلسات الدكتور محمد كاظم المعيني استاذ العلاقات الدولية في مركز الدراسات الدولية في جامعة بغداد، اما الجلسة الثانية المعنية بحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة والتشريعات الضامنة لرعايتهم وتأهيلهم وعدم التمييز ضدهم وادماجهم في المجتمع، حاضر فيها الدكتور كمال محمد صديق المتخصص بحقوق ذوي الاعاقة أحد الكوادر المتقدمة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والدكتور هاشم العزاوي مدير العلاقات العامة للتجمع العراقي لذوي للاعاقة وناشط ومدرب في مجال حقوق ذوي الاعاقة، والدكتور ياسين كاظم خلف الباحث والمتخصص بحقوق ذوي الأعاقة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، وقد يسرالجلسة الكاتب والصحفي المعروف السيد عادل سعد. وتضمنت الجلسة الثالثة من اليوم الثاني مناقشة حقوق الطفل ومسألة استغلال الاطفال في النزاعات المسلحة- واقع الحماية الوطنية والدولية، وقد حاضر فيها كل من الدكتور محمد تركي العبيدي مدرب دولي ومتخصص بالقانون الدولي لحقوق الانسان، والدكتورة بشرى الزوبعي استاذة فلسفة التاريخ في الجامعة المستنصرية، والأستاذ محمد السلامي رئيس منظمة المواطنة لحقوق الانسان وهو محامي وناشط مدني بحقوق الانسان وقد يسر اعمال الجلسة السيدة شميران مروكل ناشطة في مجال المرأة والطفل.
وفي اليوم الثالث والاخير من اعمال المنتدى عقدت جلستان ركزت على حقوق الاقليات في العراق، الاولى خصصت لبحث التشريعات والسياسات النافذة ومدى تكيفها مع الدستور والاتفاقيات والصكوك الدولية ذات الصلة قدم فيها كل من الدكتور محمد تركي العبيدي، والدكتور دهام العزاوي الباحث في شؤون حقوق الانسان وشؤون الاقليات، والدكتور سلام الغانمي اعلامي ومتخصص في اعلام الاقليات وقد قام بتيسير وادارة النقاشات الاستاذ وليم وردا باحث ومتخصص في العلاقات الدولية. اما الجلسة الاخيرة من المنتدى تناولت واقع الاقليات غير المسلمة من (الايزيديين والمسيحيين والصابئة المندائيين حاضر فيها السيد لويس مرقوس ايوب رئيس مركزية مسيحيي المشرق في العراق وهو ناشط مدني ومختص بشؤون الاقلية المسيحية، والدكتور ازاد عبدال كريت الناشط المدني والمدافع عن حقوق الايزيديين، والاستاذ رعد جبار الخميسي ناشط في شؤون الاقليات ورئيس سابق بالوكالة للأوقاف الدينية المسيحية والصابئة والمندائيين، وقد ادار الجلسة الاستاذ هاني قسطورئيس جمعية الرجاء في بغداد.
وقد نالت المنتدى والورش استجابة فعالة من لدن التدريسيات المشاركات انعكس عبر مناقشات تبادلية وتفاعل واضح اثرى الفهم بحقوق الانسان وحقوق المجموعات الضعيفة والمهمشة.
وفي الختام خرج المنتدى والجلسات النقاشية التي تضمنها بتوصيات ومقترحات قدمت لمنظمة حمورابي لرفعها الى الجهات ذات العلاقة للمعالجة ولحوكمة السياسات والاجراءات النافذة.