Skip to main content

داعش تنتهك حرية العراقيين

 

 

  فوجئ العراقيون والعالم بالانتكاسات المتوالية للمؤسسة العسكرية، وهروب القيادات والرتب الكبيرة في الجيش العراقي من مدن الموصل والمناطق الاخرى من كركوك وجلولاء وتكريت وسامراء رغم وجود الاسلحة الحديثة، والاعداد الكبيرة من المراتب، التي سلمت بكل سهولة الى مرتزقة ما يسمى بتنظيم دولة النفاق والدجل في العراق والشام ( داعش ) والمتحالفين معها، القادمين من افغانستان والشيشان وتونس والمغرب واليمن والصومال ومن جنسيات اجنبية أخرى.


 جاءت هذه الاحداث المتسارعة بسبب تدهور الوضع الامني والتعقيدات السياسية المستمرة التي تعصف بالعملية الديمقراطية في البلاد، واصرار قيادة العراق بحل هذه الازمات عن طريق الحل الامني والعسكري وهما من ( اخطر المعالجات في الوقت الراهن في سياسات دول العالم ) مما ولد غليان شعبي في صفوف الشعب لا سيما في المناطق التي كانت مسرحا ً للاعتقالات العشوائية، مما عرضت سيادة البلاد الى الخطر، فتم استغلالها من قبل عصابات داعش والمتحالفين معها فادى ذلك الى احتلال المدن العراقية الواحدة تلو الاخرى، ليصبح المشهد العراقي في اوج انتكاساته.


 بعد تثبيت قواها قامت هذه المجاميع الارهابية في مدينة الموصل بإذلال العراقيين وذلك من خلال قيامهم بإعدام المئات من الأسرى العسكريين والمدنيين الابرياء، وجلد من لا ينفذ طلباتهم، واجبار الفتيات على جهاد النكاح، ومصادرة الحريات الخاصة للسكان، وسرقة البنوك والدور السكنية والمحلات التجارية، فضلا ً عن إصدار العديد من التعليمات والقرارات التعسفية والفتاوي التكفيرية والشاذة التي أهانت فيها قيم المجتمع العراقي وتقاليده الاصيلة، وكانت اشدها على ابناء الاقليات المتعايشة عبر التاريخ في هذه المدينة المتآخية، وكانت ابرز ما قامت به

 هذه الفئات المتخلفة، ان يطالبون المواطنين المسيحيين بدفع الجزية او الدخول الى الاسلام او المغادرة مع مصادرة ممتلكاتهم واموالهم ومستمسكاتهم لكونها غنائم غزوتهم !! نحن في القرن الواحد والعشرين .. قرن التكنلوجيا والعولمة والمعرفة والسلام، واللصوص يبحثون عن غنائم .. وقاموا  كذلك بتدمير الكنائس والمزارات والحسينيات وتماثيل الشخصيات الثقافية والادبية المعروفة .. وباشروا بتهجير ابناء التركمان والشبك والايزيدين، وسلب ممتلكاتهم بالقوة والترهيب، كما قامت هذه المجاميع السائبة بتغذية الجهلاء والاميين بالأفكار السلفية، لكي ترتفع

 نسبة الكراهية وتصفية الحسابات المذهبية بين الشعب لتعم الفوضى وتنتشر الجريمة وتنتهك الحريات في كل ركن من اركان الدولة العراقية.


  وبعد خمسين يوما ً من رفع داعش راية الحرب ضد الحكومة والمدنيين، واحتلالها لمدينة الموصل اصبح كل شيء فيها معقد ومخيف، ادخلوا الرعب في كل بيت نتيجة عملياتهم الارهابية الشرسة التي زعزعت الوضع العام فيها، نتيجة اغتيالها قانون الدولة لاستباحة كل شيء، وفق شريعتهم الضالة، ويسعون بكل السبل الى تدنيس الحرمات، وفرض المزيد من القيود والتضييق على الحياة العامة، وانهاء كافة اعمال ونشاطات الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني، والقضاء التام على اتباع الديانات والمذاهب، ومن يختلف معهم سيقيمون عليه قوانين الشريعة.


  على جميع العراقيين اعطاء الاولية للانتماء الوطني والشعور بالمسؤولية ازاء المخاطر ان كانوا رجال الحكومة، او المؤسسات الدينية، او القوى السياسية والمدنية او الهيئات الاعلامية لتراب ارض وادي الرافدين وشعبه المظلوم من خلال المشاركة والمساهمة في دعم القوات المسلحة العراقية في حربها ضد الارهاب وتحرير ثرى الوطن من البغاة المحتلين، وتطهير المدن واعادة الحياة والاستقرار لها، وان تداعيات داعش سيكون لها تأثير خطير ليس على امن العراق فسحب بل على كل المنطقة في المستقبل القريب لانهم من ارباب الغدر والخيانة وحاقدون على كل قيم الشعوب

 المسالمة، لذا فان على المجتمع الدولي الوقوف مع العراق لمواجهة هذه العصابات الدموية المتطرفة وتحسين الوضع الانساني، وإيقاف هذه الانتهاكات.


  والعراقيين اليوم لديهم اكثر من علامة استفهام على الحكومة ومتعجبون من صمتها، وهم واثقون بأنها غير جادة بمعالجة هذا الموقف المتدهور .. ويتسألون متى تتحرك لإنقاذ هذه المدن من حثالات الزمن .. الغرباء ومن معهم احتلوا عدد من مناطق مدن بلادنا، واسقطوا الحكومات المحلية، وحطموا الابنية والمؤسسات، وقتلوا الناس، وهجروا العوائل، وسرقوا كل شيء، وفجروا المراقد والمزارات الدينية المقدسة .. ماذا تنتظر الحكومة بعد كل هذه الكوارث .. هل من مجيب ؟.

  

Hamid_murad@yahoo.com



Hamid Murad

President - IHRSUSA

Iraq 0750 773 8807

Iraq 0750 509 3683

usa ( 248 ) 722 2907

www.ihrsusa.net