Skip to main content

صح النوم

                   

كبيرهم يعترف بتحريض فقهائه على الارهاب في العراق

            

   اعترف قبل قليل كبير نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية (عبد الله عبد العزيز آل سعود) بدور فقهاء التكفير في التحريض على الارهاب في العراق، وتغريرهم بالأطفال لإرسالهم الى بلاد الرافدين ليمارسوا القتل والتدمير وسفك الدماء، على حد قوله.

   وأضاف المشار اليه خلال حديث متلفز، وبلغة ركيكة غير مفهومة، أدلى به امام عدد من فقهاء البلاط، وعلى راسهم شيخ الحزب الوهابي، عرضه التلفزيون السعودي الرسمي:

   لقد سمعت انهم يغررون باطفالنا لإرسالهم الى العراق ليمارسوا القتل هناك.

   وعلى الرغم من ان إعترافاته هذه جاءت متأخرة جدا جدا جدا، وناقصة، ومع ذلك فهي ادانته قبل ان تبعد عنه مسؤولية ما حصل ويحصل في العراق بسبب الارهاب القادم من بلاده.

   اولا: انه حاول الحديث عن مصادر التضليل والتغرير بصيغة المجهول، وكأن الجالسين أمامه من فقهاء التكفير غير معنيين بفتاوى القتل والذبح، او كأنهم ليسوا ممن اصدر مثل هذه الفتاوى فيما سبق.

   هو يعرف قبل غيره، بان مصدر الفتاوى التكفيرية مؤسسة وليست أفرادا، الا وهي المؤسسة الدينية التي تأتمر بأوامر شيخ الحزب الوهابي الذي يأتمر بدوره بأوامر كبير نظام القبيلة، فكيف يريد ان يقنعنا بان فتاوى التكفير والإرهاب فردية؟ وبالتالي فهي لا تعبر عن رأي المؤسسة الدينية؟ ولا عن رأي البلاط؟.

   ثانيا: انه يقول (لقد سمعت) فهو غير متأكد لحد الان ما اذا كان ما سمعه صحيح او ربما مجرد شائعات.

   هل يعقل ان زعيم القبيلة لا يعرف بمثل هذه الفتاوى التغريرية الا اليوم؟ وبعد عشر سنوات من القتل والذبح والتدمير؟.

   حتى اذا كان أصم وابكم واعمى لكان قد سمع بها بطريقة او بأخرى، فيكف يريدنا ان نصدق بانه لم يسمع بها إلاّ الان؟.

   الا اللهم انه كان مضَلّل من قبل الأجهزة الأمنية طوال السنوات العشر الماضية، فإذا كان كذلك، فان عليه ان يعترف بذلك، ولا يكون ذلك الا اذا اقدم على محاسبة الأجهزة الأمنية على ممارستها الخداع والتضليل ضد كبير نظام القبيلة مثلا، وتحديدا محاسبة رئيس جهاز الاستخبارات الذي يدير ويقود جماعات العنف والإرهاب بنفسه.

   ثالثا: طيب، اليوم وقد سمعت بهذه الاخبار، أولم يكن من الأجدر بك ان تعتذر عن هذه الجرائم التي ارتكبها الإرهابيون القادمون الى العراق من بلادك وبتحريض من فقهاء البلاط؟.

   أولم يكن من الأجدر بك ان تعتذر لأسر الضحايا فتبادر مثلا الى تعويضهم عن كل قطرة دم سالت في العراق بسبب فتاوى فقهاء بلاطك؟.

   رابعا: الان وقد سمعت بالخبر، أولم يكن من الأجدر بك ان تعلن مثلا عن منع اي (فقيه) من فقهاء البلاط من الإفتاء، من الان فصاعدا، او من كل ما يحرض على القتل والتدمير؟.

   أوَلم يكم من الأجدر بك ان تبادر الى إصدار قرار فوري بإغلاق كل قنوات الفتنة المدعومة بالبترودولار والتي تحرض، كفتاوى التكفير، على القتل والتدمير؟.

   رأيي، ان كبير نظام القبيلة بادر اليوم الى مثل هذا الاعتراف لأسباب:

   الف: هو لا يقدر على السكوت على الارهاب اكثر من هذا، فلماذا لا يبادر للاعتراف ولكن برمي المسؤولية على مجهول بمثابة كبش فداء؟.

   باء: لماذا اضطر كبيرهم الى هذا الاعتراف اليوم تحديدا؟ الجواب:

   ١/ بسبب تسمية العراق، ولأول مرة، مصدر ومنبع الارهاب في العراق، واقصد به نظام القبيلة في الجزيرة العربية.

   ٢/ حالة الرعب والهستيريا التي أصيب بها نظام القبيلة بسبب نية العديد من الجهات القانونية ومنظمات المجتمع المدني داخل العراق وخارجه، لتجريم نظام القبيلة في المحافل الدولية.

   ٣/ كما ان لانفراج العلاقات بين طهران وواشنطن دور مهم في دفعهم لاتخاذ مثل هذه الخطوة من اجل ان لا يخرج نظام القبيلة من المولد بلا حمص كما يقول المثل المعروف.

   ٤/ ولا ننسى هنا دور الضغط الكبير الذي تمارسه واشنطن ضد نظام القبيلة بهذا الصدد، والممزوج في اغلب الأحيان بتهديدات مبطنة.

   انها محاولة من نظام القبيلة للانحناء امام العاصفة، اما الحقيقة فانه لن يغير من الامر شيئا لان (من شب على شيء شاب عليه) وان من أقام أسس نظامه وسلطته على القتل والذبح والتكفير والغارات المسلحة لا يمكنه ان يغير طباعه ابدا.

   اخيراً، هي محاولة من نظام القبيلة لتجنب السقوط الحتمي على يد شعب الجزيرة العربية، ليدلي كبيرهم بهذه التصريحات التي جاءت متزامنة مع صدور ما يسمى بقانون مكافحة الارهاب، والذي وصفته المعارضة بانه قانون منع سقوط آل سعود.

   ٣ شباط ٢٠١٤