Skip to main content

قانون تقاعد المجاهدين و الدولة الاسلامية

 المقدمة

في احدى مراحل التطور نحو الديمقراطية لا بد ان يكون هناك فصل بين السلطات، وهذا الفصل لا يعني ان تعمل كل سلطة لوحدها! وان حدث هذا يعني ان هناك اغتراب بين السلطات، اي التباعد وعدم التعاون، وهذا ما يحدث اليوم في العراق بعد مرور 10 سنوات من تغيير نظام دكتاتوري الى انظمة ودكتاتوريات عدة جديدة، مما حدا بالمواطن العادي وحتى المثقف ان يبكي على دكتاتورية النظام السابق لانه رزخ تحت نير عدة دكتاتوريات في آن واحد! لا يعرف دربه، وكأنه يرى حلماً كون والدته تزوجت من ثلاثة رجال في آن واحد ويسكنون في بيت واحد! كيف يتم الفصل بين الثلاثة؟ هكذا هو التشابك الحاصل اليوم بين السياسيين! وخاصة الفاسدين منهم لان نسبتهم كبيرة واكبر مما نتصور، وعندما نتكلم وجوب ان نطرح دليلاً واقعياً وملموساً الا وهو : هناك 5 وزراء متهمين بالفساد الكبير، ونفس العدد متهم بفساد مالي واداري! عدد البرلمانيين الذين صدرت بحقهم مذكرات قبض او استدعاء "وهذا يعني قانونا اتهام لحين تثبت ادانته" هو اكثر من 25 برلمانياً! ونفس العدد متهم بتهم متنوعة ومتفرقة! وان وضعنا هذا المناخ على المسرح بحيث نرى بوضوح ومعنا العالم كله نجد ان لا حكومة ولا برلمان حقيقي لدينا اليوم في العراق، مادام هناك بيع وشراء – ارتباط اقليمي ودولي ان كان دينياً مذهبياً او سياسياً او نفعياً كلها على حساب الوطن والمواطن

المصيبة الكبرى ان جميعهم وخاصة الفاسدين الكُثر! يتكلمون بحقوق الانسان النظري! والوطنية النظرية! وتلويث اسم الديمقراطية وجعلها فاسدة! هذه التي يريدون القفز على مراحل تطورها وكانها بضاعة مركونة في رفوفهم السياسية! متناسين عن عمد ومع سبق الاصرار والترصد ان لها اي الديمقراطية قواعد ومراحل وجوب ان تمر بها منها كمثال لا الحصر "مرحلة التوجه الديمقراطي" كما يحدث الان في كوردستان العراق كنموذج في المنطقة


ودليلنا او اثباتنا الاخر هو الاجابة على سؤالنا:اية سلطة تحكمنا اليوم؟


هل هي سلطة فرد / دكتاتور؟ هل هي سلطة اقلية حزبية /استبدادية؟ هل هي سلطة اكثرية /فيدرالية؟ هل هي سلطة قانونية / مصلحة عامة؟؟ ام انها خليط من كل هذا وذاك وحسب الرغبة؟ لنترك الاجابة لكم وللوقائع كما هي

ومن جانب آخر لا يهمنا كشعب مظلوم ان كان النظام جمهورياً او ملكياً، هل هو نظام رئاسي؟ اين الرئيس يا سادة؟ نعتقد ان المدة القانونية/الدستورية هي لصالح غياب الرئيس! انها الـ 45 يوم التي ضربها المسئولين العراقيين في اضعاف اضعافها!! اين اصبح الدستور الانتقائي الملغوم؟


تقاعد المجاهدين


انه يوم مميز من تاريخ النظام العراقي وحكومته وبرلمانه العتيد ليس بالنسبة للعراقيين فقط وانما لتندر دول العالم وشعوبها باعطاء امتيازات للمجاهدين العراقيين (اية فئة منهم) مخصصات الجهات! الجهاد ضد من؟ هل كان الجهاد ضد النظام السابق؟ بعد ان كان معظم وان لم نبالغ ان جميع العراقيين كانوا يؤيدون النظام السابق عدا القلة القليلة جداً جداً في داخل العراق والقلة القليلة بدون كلمة "جداً" من خارج العراق! اذن من كانوا المجاهدين الكبار الاحرار الذين ضحوا بالغالي والنفيس الـ 300 شخص الذين يستحقون مخصصات وراتب تقاعدي مضاف الى رواتبهم التقاعدية التي لم يستلمها متقاعدي رؤساء الدول الكبرى الاكثر جهاداً في سبيل اوطانهم وحريات وحقوق شعوبهم

حتماً سنرى استمارات خاصة تحدد من هم المجاهدون! المقاتلون الابطال! الذين قارعوا النظام السابق وهم جالسون عند بني اعمامهم في لندن واوربا وامريكا والغرب! ماذا تقولون عن انتفاضة 1991؟ هؤلاء الفقراء الاحرار الذين هبوا ضد النظام السابق أَلَمْ يكونوا مجاهدين؟ كم عددهم؟ طبعاً انهم غير مشمولين لانهم ليسوا ببرلمانيين! ولم يتبوأوا مناصب عالية في الدولة؟ ماذا عن المحامي سلام الياسري الذي كان يقود اذاعة المعارضة ضد النظام؟ هذا غير مجاهد لانه لم يكن عضو برلمان يوماً!!! ماذا عن جبار الجبوري الذي فقد اكثر من 14 عضو من عائلته الكريمة؟ اليس مجاهداً وخاض حرب ضد النظام السابق والارهاب الداخلي والاقليمي؟ ماذا عن جيشنا الباسل؟ هل يجاهدون ام لاء؟ ماذا عن ثوار ومطالب العشائر غير المرتبطين بالقاعدة وداعش؟؟ عجيب امور غريب قضية، انه مثال لا الحصر هناك الالاف من الذين قارعوا النظام السابق وغيره من الانظمة! نعم ماذا نقول لجهاد الاكراد! خلال 50 سنة الماضية مقارعين اعتى الجيوش والانظمة الدكتاتورية! اليس هذا جهاد؟ الا يستحقون الكورد مخصصات وتقاعد الجهاد أكثر من غيرهم؟ انكم في ورطة قانونية ودستورية ودينية ايضا ايها السادة الذين قررتم عدم الدخول الى قبة البرلمان الا باضافة هذه الفقرة الملغومة ضمن المادة 14 من قانون التقاعد، ومع هذا هناك من اصطف معهم من شعبنا الاصيل مع الاسف ومع الخسف دون تمحيص ودراية، فقط نظرهم الى الكرسي الجهادي الهزاز ودولاراته ليس الا!!!! انها مزبلة التاريخ اخيرا


انها الدولة الاسلامية


لنفرض جدلاً وبدون مقدمات طويلة وعريضة عن معنى الجهاد؟ وكيف ارتبط بالقاعدة وداعش على انه ارهاب، وخاصة بالنسبة للغرب والدول المتقدمة، ان استلمت السلطة الدولة الاسلامية (داعش) التي يحاربها جيش العراق الباسل! فارزين بشكل لا يقبل الشك بينها وبين مطالب عشائرنا المشروعة في محافظة الانبار حصراً كنموذج باعتبار مدينة الرمادي وتوابعها مفتاح للسلم العراقي اليوم! ان كان برلمان داعش يحكم اليوم في العراق! وان قرر اصدار قانون وليس فقرة من مادة حول تقاعد المجاهدين!! اليس هذا من حقهم؟ انه نفس الجهاد ولا يختلف جهادهم عن جهادكم، ماهو اوجه الاختلاف بين الاعتداء وغلق حسينية الدكتور عون الخشلوك في مدينة كربلاء المقدسة وبين من قال حينها: انت حسين وانا حسين! الجميع كان يصفق لهم ويخرج في مظاهرات تأييداً للقرار! نعم سيداتي سادتي وضعتم انفسكم اليوم في مواجهة اخلاقية /حقوقية/دستورية امام شعبكم وتندر العالم، حتى عند بريمر نفسه! انه يضحك الان بملأ شدقيه! وانتم تعرفون لماذا اكثر من غيركم


مجرد اقتراح للتاريخ


نتمنى عليكم اليوم وليس غدا ان ترفعوا هذه الفقرة من المادة 14 رفعاً نهائياً، وعلى البرلمانيين الكرام وخاصة المعترضين على هذا المطب غير المدروس ان لا يكتفوا بالاعتراض وعدم التصويت على الفقرة بحجة ان الفقرات الاخرى صالحة! او تبديل الكلمة او الجملة باخرى منمقة ولكن النتيجة واحدة، بل العمل على الغائها نهائياً حينها يعتبر شعبكم ان مخصصات الجهاد لفئة خاصة هي من صفات الدولة الاسلامية وتوابعها وليست من قرارات  وقوانين الدولة البرلمانية / الديمقراطية /المدنية التي تضم مكونات اصيلة واصلية متنوعة، اعلنوا الغاء الفقرة نهائياً قبل فوات الاوان، انه لسان التاريخ! تذكروا ذلك


اربيل – عينكاوا في 7/شباط 2014