Skip to main content

"كاروك" الإصلاحات

"كاروك" الإصلاحات

                                           بقلم

                                        خلدون الساعدي

                                         07 / 5 /2016

العنوان غريب وبعيد جدا عن المضمون ولكن للعراقيين أساليبهم وحكاياتهم بتناول الحديث في مجالسهم الشعبية الخاصة غير أحاديث الصالونات  وأجواء السياسيين ولهم القدرة على إعطاء الإشارة والمعنى ، ولهذا لا أريد الدخول بتفصيلات ما أنتظره الشعب العراقي من إصلاحات وما آل إليه العراق كبلد بسبب المخادعين دعاة الديمقراطية والشرعية الانتخابية المزورة والدستور.

ما حدث مؤخرا من دخول المتظاهرين والمحتجين المطالبين بالإصلاحات إلى البرلمان العراقي هو إشارة واضحة المعالم لا تحتاج الى تفسير ولكنها بالمناسبة تنطبق وهذه الحكاية الساخرة والمضحكة التي سبق وان سمعتها من الاباء سابقا والتي رويت ضمن طرائف مجالسهم الشعبية الخاصة حيث كنت انذاك صبيا لم افهم معناها جيدا ..... لكن بعد النضوج والفهم عرفت القصد منها وما تؤل اليه من لا يفي بما تعهد به للآخرين .

القصة هي : ان رجلا بعد سنة من زواجه رزق بمولود ذكر أسماه علي وبعد شهرين من ولادته وكالعادة ارادت له أمه مهد ( كاروك ) وكان في نفس المحلة الشعبية التي يسكنونها على مقربة من الدار نجار .... فذهب والد الطفل الى هذا النجار لعمل الكاروك المنشود ، وبعد الاتفاق على شروط النجار في جلب الاب الخشب اللازم للكاروك ودفع نصف مبلغ العمل مقدما على ان ينجزه خلال خمسة ايام ، وفي الموعد المحدد جاء الاب لاستلام الكاروك الموعود .... لكن النجار لم يعمل أي شئ وطلب تمديد الموعد ثلاثة أيام أخرى ..... بعدها تكرر التمديد عدة مرات بحجج واهية وبقيت خشبات الكاروك على حالها ..... واستمرت اللعبة مدة سنة ولم ينجز كاروك علاوي الامر الذي استطاع علاوي المشي خلال هذه الفترة والاستغناء عن الكاروك واصبح الموضوع منسيا .

كبر علاوي واصبح شابا وتزوج ورزق طفلا واصبحت الحاجة ملحة لجلب كاروك لابن علاوي ..... فتذكر جد الطفل والد علاوي موضوع الكاروك القديم وذهب الى النجار الذي ما زال على قيد الحياة وطالبه بحقهم .... فأوعده النجار بعمل الكاروك ولكن مع الاسف تكررت اللعبة القديمة والمماطلة من قبل النجار واصبحت مملة مما أشعر علاوي ووالده بأنهم مخدوعين ومستغلين ومستخف بهما ، وعرفوا بان النجار لا يريد الايفاء بوعده ، الامر الذي جعلهم اكثر جدية في موقفهم معه فلما فهم النجار ذلك اخرج خشبات الكاروك واعادها اليهم وقال لهم بالحرف الواحد ( هذه خشباتكم خذوها أنا لا أشتغل مثل هذه الشغلة المستعجلة ) .

ما أريد أن أقول ....... الان أصبحت خشبات كاروك علاوي هراوات وعصي بيد المتظاهرين والمعتصمين والمحتجين والجياع يلوحون بها لعمل الكاروك ( الاصلاحات ) .