Skip to main content

كلمة السيد وليم وردا رئيس مجلس ادارة شبكة تحالف الاقليات العراقية

كلمة

السيد وليم وردا رئيس مجلس ادارة شبكة تحالف الاقليات العراقية

في

الاجتماع الخاص بمشروع تعزيز حقوق الاقليات العراقية

العاصمة الأذربيجانية / باكو 12/1/2017

ايتها الاخوات ...ايها الاخوة

سلام الله عليكم ولكم من تحالف الاقليات العراقية كل الشكر والامتنان على حضوركم ومشاركتكم في هذا الاجتماع ، الذي اجد فيه ضرورة قصوى نظرا لما فاتنا من اوقات ومواعيد كان ينبغي ان تكون محطات لحسم الموضوع الذي نجتمع من اجله الان .

نعتذر للأرباك الذي حصل في تغيير مكان الاجتماع من شرم الشيخ الى باكو ، الامر لم يكن بارادتنا ، لكن السلطات في مصر وفي اخر اللحظات اعربت عن عدم موافقتها بعد ان كانت قد اعطت موافقات اولية وجرى ترتيب الحجوزات الفندقية وتذاكر الطيران والجهد الذي بذله كوادر التحالف والزملاء في لجنة حقوق الانسان البرلمانية . المهم ان التحالف نجح وبسرعة قصوة في تحويل مكان الاجتماع وبفارق يوم او يومين ليتحقق في باكو وهذا اعتبره نجاح باهر في قدرة التحالف في الاستجابة للمخاطروالتحديات .

العزيزات والاعزاء

ان التحالف تأسس عام 2010 في ظروف صعبة ، وعقد عدة مؤتمرات تمهيدية لحين ان اكتملت مقومات التأسيس ، ضم في البداية سبعة منظمات يمثلون اربعة مكونات (اقليات ) وايضا افرادا من الاقليات والاكثريات ، لكن في نهاية عام 2015 ، عمد الى تغيير نظامه الداخلي ليحصر العضوية بالمنظمات المهتمة بالاقليات سواء كانت من الاقليات او من غيرهم ، وتم تسجيله في اقليم كردستان العراق ، ويواصل التسجيل في بغداد. وفتح الباب لعضوية اوسع حتى وصل اليوم الى شبكة تنضوي فيها 15 منظمة ، تضم 9 اقليات عراقية، كما جعل الافراد المخضرمين في التحالف ضمن هيئة مستشارين ، وهي تشكل ركنا اساسيا من عمله .وللتحالف شراكات مع منظمات وطنية ودولية مهمة بينها معهد الولايات المتحدة للسلام(USIP) ، ومنظمة سند لبناء السلام(SANAD ) ، كما استطاع تطوير شركاته لتشمل منظمة الشعب النرويجي ( NPA)  وتحالف هارتلاند اللاينس (Heartland Alliance)  .  التحالف قام بمشاريع مهمة تندرج ضمن اهدافه المكرسة للدفاع عن حقوق الاقليات والمناصرة لقضاياهم المشروعة، شملت تعديلات في المناهج التربوية ، الموازنة التشاركية ، قام بحملات مناصرة من اجل الحماية التشريعية والقانونية ، وضحايا داعش من الاقليات وخاصة الناجيات الايزيديات ، ومشاريع اخرى . وحاليا نعمل ضمن مشروع واسع مع منظمة    ( NPA)  لتعزيز حقوق الاقليات ، وورشتنا اليوم في باكو تندرج ضمن اطار فعالياته .

لا شك ان مشروع تعزيز حقوق الاقليات من المشاريع الاساسية التي لا يمكن ان يتم التخلي عنه  أو تسويفه أو تأجيله ، لانه يعبر عن استحقاق وطني ومدني عام بموجب الدستور العراقي الذي ضمن ذلك، وبموجب كل المعايير واخلاقيات العمل السياسي الهادف الى ارساء ومواصلة بناء الدولة المدنية الضامنة لحقوق كل المكونات العراقية بدون تمايز وبدون أفضلية لهذا المكون او ذاك في النسيج العام المتنوع للشعب العراقي، وكذلك بموجب الاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية لعام 1976، وأيضا بموجب اعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الاشخاص المنتمين الى اقليات قومية أو أثنية والى اقليات دينية ولغوية، وأزاء ذلك لا بد من الاعتراف ان هذه المعايير والنصوص والاعتبارات التي تعرفها جميع الدول لم تتوفر لها مع الآسف اية ارضية ميدانية على درجة من المصداقية للعمل بموجبها، وهكذا جرى التوجه لبناء الدول وفق القيم الديمقراطية دون ان تكون هناك ارضية ضامنة للتنوع الديمغرافي الذي يميز الوضع السكاني للعراق ، ولذلك أقول ان كل المحاولات التي جرت لارساء دولة مدنية عراقية اخفقت وراحت في حدود ضيقة غير قابلة للتطور بسبب الإهمال لإيجاد مقاربة قانونية تنفيذية لحماية حقوق الاقليات العراقية، وهي في الخلاصة الاعتبارية حماية لحقوق المكونات الكبيرة من حيث العدد السكاني، ولذلك ما زالت تعيش هذه المفارقة اللوجستية وافتقد العمل السياسي للمقاييس الذي تضمن نجاحه، وظلت العيوب التطبيقية تلاحق توجهات المصالحة ومفاهيم الوفاق الوطني وما زالت الخصومات والتباين والهدر في المفاهيم الصحيحة يحكم العلاقات بين المكونات العراقية عموما .

على اي حال ولكي لا أطيل عليكم في الاجتهاد ، اقول ونحن نرحب بكم ونشد على جهودكم ، فاننا في هذا الاجتماع لا بد ان نحسم موضوع ايجاد مقاربة حقوقية بين التشريع الوطني والمعايير الدولية وافضل التوجهات التطبيقية في اي نص قانوني نتفق عليه لضمان حقوق الاقليات العراقية ، ومن المهم واللازم ايضا ان اسجل تقديري واهتمام تحالف الاقليات العراقية لكل ما يطرحه الاخوة في هذا الاجتماع اذا أخذنا بعين التقدير ان ليس هناك وقتا اخر للانتظار، مع ملاحظة لا بد منها ان حسم موضوع تحرير محافظة نينوى هو الان في العمق الميداني التنفيذي ، ومن الاسبقية للاقليات العراقية الان ان تضمن لها المكانة الوطنية الحقوقية اللازمة في المشهد العام لما بعد تحرير العراق من المظاهر الارهابية والعنف المسلح .

لكم منا في شبكة تحالف الاقليات العراقية كل التقدير وعلى بركة الله نبدأ هذا العمل التنظيمي ضمن نسخة تكون خلاصة للأفكار والمضامين التي ستطرح، والسلام عليكم

                                                                        

    وليم وردا

رئيس مجلس ادارة تحالف الاقليات العراقية

باكو – اذربيجان 12 كانون الثاني 2017