Skip to main content

كلمة رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان في مؤتمر المنظمة الانتخابي الثاني

القى السيد وليم وردا رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان كلمة بمناسبة انعقاد مؤتمر المنظمة الانتخابي الثاني في بغداد بتاريخ 8/4/2011. وفيما يلي نصها:

كلمة رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان

المؤتمر الانتخابي الثاني / HHRO

بغداد / 8 نيسان 2011

 

السيدات المحترمات والسادة المحترمون.

بداية أحييكم، وأدعو الله ان يبارك مؤتمرنا هذا والذي ينعقد تحت شعار "لتتظافر الجهود من أجل تعزيز صيانة كرامة  الانسان بأحترام حقوقه"، ويسعدني ان أعبر عن تقديري وشكري لحضوركم ومشاركتكم أعماله في بغداد، بعد أن كان مؤتمركم السابق قبل سنتين في محافظة نينوى، المحافظة التي نشأت وانطلقت منها منظمتكم.

خلال السنتين الماضيتين وتحديداً الفترة التي أعقبت مؤتمرنا الانتخابي السابق في شباط 2009 والى اليوم، شهد العراق أوضاعاً سياسية واجتماعية واقتصادية وأمنية وانسانية معقدة، وواجه العراقيون أحداثاً وتحديات صعبة ألقت بظلالها وانعكاساتها على أوضاع وحالة حقوق الانسان والتطور الديمقراطي في البلاد. فأن تشكيل الحكومة تأخر أكثر من ثمانية أشهر ولاتزال الوزارات الامنية كالدفاع والداخلية والامن الوطني بدون وزير، وان سيادة القانون في مفاصل الدولة لاتزال بعيدة عن التحقق، وان حقوق الافراد والفئات والمجموعات المستضعفة من المواطنين يتم انتهاكها مع افلات الجناة من العقاب، وان الذين يكشفون مخالفات أو أخطاء الجهات الحكومية أو انتهاكات الجماعات المسلحة يتعرضون الى ضغوط أو يتكبدون أثماناً باهضة. ضعف الاداء الحكومي أدى الى نقص الخدمات وانتشار البطالة بشكل مستفحل وتذمر المواطنين. منذ 2003 والفوضى التي عمت البلاد إثر الاحتلال الامريكي وانهيار النظام السابق، دفع المواطنون العراقيون الثمن باهضاً لهذا التغيير، فقد حصد العنف خلال السنوات التي مضت أرواح عشرات الآلاف ومازال الملايين يعانون الخوف والرعب من آثار انعدام الامان، وبالرغم من نجاح العراقيين من تجاوز الحرب الاهلية والعنف الطائفي الذي كان قد أشتد في عامي 2006،2007، وتحقق التحسن النسبي الذي حصل فيما بعد، الاّ ان الهجمات الارهابية والتفجيرات استمرت ولاتزال تحصد الاف الارواح من المدنيين.

وان ملف معالجة حقوق الانسان لم يرتق الى المستوى المقبول، ولا يزال يشوبه الخلل، حيث لم تتمكن السلطة من انشاء نظام عدالة يتمتع بمصداقية وينسجم مع المعايير الدولية، يمنع فيه التمييز والتعذيب ويكرس حرية التعبير ومناهضة العنف ضد المرأة والفئات المستضعفة الاخرى بالمجتمع.

ايتها الاخوات ايها الاخوة.

شهدنا بعد مؤتمرنا السابق في شباط 2009 جملة من الاحداث المروعة راح فيها مئات المواطنين المدنيين. في حزيران 2009 كانت فاجعة التركمان في ناحية تازة بمحافظة كركوك وتلاها في آب 2009 مذبحة الشبك في قرية خزنة بمحافظة نينوى، وبعدها جاءت الهجمات على وزارة الخارجية والمالية ووزارة العدل، في هذه الهجمات جميعاً دفع المئات من المدنيين الثمن، فقد زهقت الارواح ودمرت المنازل والمباني بدم بارد. وفي عام 2010 وقبيل الانتخابات الوطنية في آذار تزايدت وتيرة العنف ولم تهدأ في الشهور التالية لها. فقد قتل عشرات المسيحيين ودمرت منازلهم قبيل الانتخابات في الموصل وهجرت أكثر من 5000 عائلة. وفي 31 اكتوبر 2010 أهتز المجتمع العراقي على العموم والمسيحيين على وجه الخصوص بما حصل في مذبحة كنيسة سيدة النجاة وما أعقبها من هجمات على المسيحيين ومنازلهم في بغداد والموصل وصدرت بيانات نسبت الى مجموعات ارهابية بأن المسيحيين هم "أهداف مشروعة للاستهداف". وتعرضت محلات المسيحيين والايزيديين الى الاستهداف والتدمير، كما تعرضت حافلات نقل الطلبة المسيحيين في الموصل الى التفجير وراح ضحيتها أعداد غير قليلة من القتلى والجرحى. وعلى نفس أسلوب مذبحة كنيسة سيدة النجاة، أستهدف قبل أسبوع مبنى مجلس محافظة صلاح الدين راح ضحيته العشرات من الارواح والجرحى.

اعزائنا...

وفي وسط هذه الاجواء الدموية والعنف المتواصل دأبت منظمتنا (منظمة حمورابي لحقوق الانسان) على التواصل والعمل المستمر من اجل الدفاع عن حقوق الانسان وتعزيز صيانة كرامة الانسان العراقي من خلال نشاطاتها الانسانية ومواقفها المدافعة من اجل تحقيق العدالة والمساواة وسيادة القانون. فقد رفعت الصوت عالياً في المؤتمرات والندوات والمحافل التي اقيمت خلال السنوات الماضية، سواء كانت على الصعيد الوطني أو الاقليمي أو الدولي. فمن مؤتمر الجامعة الامريكية في مصر الذي انعقد في بغداد ومصر، الى مؤتمر جامعة اللويزة في بيروت ومؤتمرات جامعة ديبول، وجلسات الاستماع في البرلمان ولقاءات القادة والمسؤولين الرسميين، وصولا الى اللقاءات الاعلامية والصحفية لتحقيق المدافعة المطلوبة تجاه قضايا الانسان العراقي. واستطاعت المنظمة خلال السنتين الماضيتين من القيام بمشاريع التوعية الديمقراطية وبرامج المرأة واخرى صحية ودعم العوائل الفقيرة والمتعففة وعوائل شهداء الارهاب والمهجرين بالتعاون مع منظمة منظمة التضامن المسيحي الدولية، والتنسيق مع وزارة المرأة، ومع أطباء متطوعين . وبلغة الارقام جرى التوعية بمكافحة سرطان الثدي في كليتي التربية والآداب في جامعة الموصل لـ (255) طالبة وبالتعاون مع وزارة المرأة، وتوزيع كسوة شتوية لأكثر من (3000) طفل فقير في نينوى وبغداد (الدورة) وتوزيع (250) مدفأة للفقراء وعوائل شهداء الارهاب، (125) براد ماء مزودة بفلتر تنظيف في المناطق ذات المياه غيرالنظيفة، بالاضافة الى أكثر من (300) سلة غذاء للأرامل والعوائل الفقيرة، ودعم 27 طالباً جريحاً طالتهم أيادي الارهاب، دعماً مالياً لمساعدتهم في عملياتهم الجراحية وتقديم مساعدات مادية لأكثر من (100) عائلة قسم منها من اجل دعمهم صحياً، وأخرى لتحسين أوضاعهم المعيشية، من بينهم عوائل شهداء وأسر منكوبة، وذلك بالتعاون مع منظمة التضامن المسيحي الدولية، كما استطاعت المنظمة معالجة (5) حالات علاجية للاطفال في الخارج بالتنسيق مع وزارة الصحة العراقية ومنظمة فرنسية. وقد توفقت المنظمة بأستحصال موافقة لأربعة حالات للعلاج خارج الوطن لاطفال لديهم مشاكل في العيون وفتحات في القلب بالتعاون مع منظمات فرنسية، وبعد استكمال أوراقهم سيتم سفرهم قريباً.

وقد عقدت المنظمة مؤتمرين لدعم الوجود المسيحي في العراق ودعم مقومات البقاء أحدهما في كانون الاول 2009 في بغداد والآخر في 26 حزيران 2010 في سهل نينوى قد لقيا استجابة من لدن الحكومة ومؤسساتها، كما لم تهمل المنظمة أبداً طاقات الشباب، فقد عقدت في تشرين أول 2010 مؤتمراً وورشة عمل للطلبة في القوش شمال الموصل شارك فيه أكثر من (200) طالب ، وكان قد سبق ذلك عدة ورش ولقاءات مع الطلبة والشبيبة. وذلك بالدعم والتنسيق مع منظمة CSI.

وبذلت المنظمة جهوداً كبيرة في مساعدة مؤسسات الدولة من خلال مؤتمرات شاركت فيها وقدمت مقترحات بناءة للتطوير والقضاء على الفساد، كما شاركت بشكل فعال في مراقبة الانتخابات في نينوى حيث يتركز عدد من اعضائها هناك.

كما رفعت منظمتنا الصوت عالياً من أجل بناء جهاز قضائي عادل ونظيف، كما طالبت بوقف معاملة القسوة في السجون العراقية والكشف عن السجون السرية ووقف المداهمات خارج اطار القانون والافراج عن السجناء الذين لم تثبت أدانتهم. وان المنظمة إذ تدافع بقوة في هذا الاتجاه فهي تنطلق من ايمانها بأنه لايمكن تحقيق احترام لحقوق الانسان من دون اجراء تطوير في النظام القضائي العراقي وتنظيفه من بعض العناصر الفاسدة.

بالاضافة الى ماسبق فقد أصدرت المنظمة عدداً من التقارير الخاصة والبيانات التي تكشف وتفضح الانتهاكات المختلفة منددة بها ومطالبة السلطات الحد منها ووقفها، مبينة للرأي العام مدى خطورتها وضرورة تعزيز الضغط بشأن تقليلها.

ان توفير الضمانات السياسية والدستورية والقضائية لتحقيق حقوق الانسان واحترام للكرامة الانسانية يتطلب منا مزيداً من الجهود والعمل المتواصل والدؤوب ودون كلل. لنكون أكثر اطمئناناً على ان الانسان الذي ندافع عن حقوقه وكرامته قد تحسنت أوضاعه وحالته وهو يعيش في أمان وبعيد عن الخوف والرعب والعنف.

زميلاتنا وزملائنا.

عليكم ان تعلموا ان دفاعكم عن حقوق الانسان وكرامته ستواجهون بمشاكل ومصاعب عديدة، ومن الضروري ان تكونوا مستعدين لها، لأنكم بلا شك تواجهون سلطات وأنظمة سياسية تحرص على الدفاع عن مشاريعها وأجندتها السياسية والاستراتيجية، لذا ان مروركم وسط خطوطها لايمكن ان يمر بسهولة. لكن لابد أن يضع أي واحد منا في تصوره الى ماذا سيؤول الوضع عندما تغيب جهوده أو اذا أدار ظهره على الانتهاكات والاعتداءات والتجاوزات؟، بلا شك هذا يعني مزيداً من الظلم والغبن على الانسان وحقوقه. وهذا ما لاتقبلون به بل تدينوه جملة وتفصيلاً وهذا الذي دفعكم للأنضمام الى منظمتكم "منظمة حمورابي لحقوق الانسان".

ايتها الزميلات أيها الزملاء.

في الختام أود ان أحييكم مرة أخرى وأود أن تبذلوا اليوم جهودكم في مناقشة وتدارس وضع المنظمة وبرامجها السابقة ووضع خطط وبرامج وآليات مستقبلية لتطوير وتوسيع المنظمة لما هو أحسن بما يخدم حالة حقوق الانسان في العراق.

وقبل أن أختتم كلمتي أوجه الشكر الجزيل الى كل الشخصيات والمؤسسات والجهات التي دعمت وتدعم منظمتنا مادياً ومعنوياً، من خلال تحملها تكاليف برامج الاغاثة الواسعة التي قامت بها المنظمة وخاصة أحداث القتل والتهجير في الموصل قبل أنتخابات آذار 2010.

كما يجب ان لاننسى تقديم الشكر الخاص لأعضاء الهيئة الادارية الحاليين الذين قاموا بعمل جبار سواء في الاغاثة أو الرصد وفي الادارة والاعلام والعلاقات العامة والمالية وكذلك أحيي أعضاء المنظمة الناشطين والذين لعبوا دوراً كبيراً في تحقيق برامج المنظمة في ظروف صعبة. كما نشكر كل الجهات والشخصيات العراقية وغيرها التي وجهت رسائل وبرقيات تحيي وتبارك مؤتمرنا هذا، نشكركم جميعاً وتمنياتنا للجميع بالموفقية وشكراً جزيلاً.