Skip to main content

لا تجزأني رجاء

في طروحات سابقة اكدنا على ان :نحن العراق والعراق نحن! من خلال مقالنا بعنوان (نحن عراقيون قبل العراق)

في مقال سابق نشر في معظم مواقعنا العاملة في 10/2/2009  تحت عنوان (نحن عراقيون قبل العراق) للاطلاع على المقال را/المقال في – باطنايا نت! جاء فيه "

هكذا تكون الاصالةلا نتشاطر على احد، ولا نتكئ على التاريخ ابداً، ولكن نغرف منه ما هو خير للانسان، هذه اثباتاتنا ووثائقنا وبكبسة زر على الكومبيتر يظهر لنا ابداعات وحضارة بلادنا ما بين النهرين (وادي الرافدين) لذلك لا يمكن لاحد مهما يكن من مقام وجاه وسلطان ان يطمس الحقيقة بجرة قلم وقد نسي او تناسى ان العالم اصبح قرية صغيرة، وهناك من يريد او يحاول ان يقلب الحقائق بالاتكاء على الماضي فنقول له: هذا هو ماضينا! وهذه هي حضارتنا! اما واقعنا اليوم فهو اكثر من مشرف وخاصة وقد اثبتنا واثبتت الاحداث اننا حقاً اصلاء ونبتنا من هذه التربة الاصيلة وكانت حَبَتنا قد وقعت في تربة عميقة وصالحة!وأثمرت محبتنا وحبنا وصبرنا وتشبثنا بقيمنا ومبادئنا بحيث تمسكنا بها"

للمزيد راجع الرابط  ادناه

 

المواطنة والانسانية

امامنا في الحياة مشروعان يسيران بالتوازي كنظامان مستقلان، ومن هذا التوازي لا يمكن لاحدهما ان يلغي الاخر /الا وهما وطنيتنا وانسانيتنا، وعلاقتهما مع بعضهما البعض، وسؤالنا هنا هو: هل نقدر ان نتخلى عن احدهما على حساب الاخر؟ ومن يكون الاول يسير امامنا ويدلنا الطريق لكي لا اترنح كانسان خلال مسيرة حياتي كمواطن ، هل هي المواطنة؟ ام هي الانسانية؟ هنا نرى ان الكثير من كتابنا وسياسينا ومثقفينا يقعون في خطأ كبير من خلال الجواب السريع على سؤالنا ويحاولون فرض المواطنة اولا على حساب الانسانية والعكس صحيح ايضاً وبذلك يبتعدون عن الواقع العملي وتطبيقه، وهكذا يعلنون انهم مع طرفين او اكثر ضد الاطراف الاخرى، وبذلك يضيعون الخيط والعصفور! والانكى انهم يتهمون الاخرون بسبب هزيمتهم دون ان ينظروا الى داخلهم وما فعلوه خلال مسيرة نضالهم وكفاحهم ان كانوا احزاباً او تجمعات او مؤسسات دينية او مدنية، اذن السبب الرئيسي في كل نكسة – ان صح التعبير – يكون السبب نحن، وليس غيرنا، نعم ربما سائل يقول: اليس غيرنا جزءا من اللعبة؟ نقول: نعم هم كذلك، ولكن من يجيد اللعبة ويضع الخطة المناسبة حسب ظرف كل مباراة، يكون الملعب مفتوح له، ومن يحاول اللعب في زاويته فقط او مربعه ليبقى فيه ولا يندب حظه، عليه يكون مفتاح اللعبة بيدي كانسان ومواطن، اما ان جزئتني "جزأتني" فلتقطف الحصرم والحسرة على ما فات، والندم ومراجعة النفس والاعتراف بالاخطاء هنا واجب وضروري

 

اذن لا تجزأني رجاء

من خلال طرح هذه الافكار التي تعبر عن حقيقة واقعية الا وهي: ان وجودي هو بمحبتي لوطني، اذن محبتنا للانسانية نحن الاصلاء تكون من خلال محبتنا لوطننا، وليس محبتنا لوطننا من خلال محبتنا للانسانية، والا وقعنا في تناقض مع نفسنا ومع غيرنا ومن حوالينا، لاننا لا نعرف ولم نتعرف على الانسانية الا من خلال المكان الذي نشأنا فيه، ونرى الاوطان والانسانية بعيون ترابنا الاصيل الذي اعطانا عمق التاريخ والحضارة، لذا ان الانسانية عرفتنا وعرفت نفسها من خلال شجرة حياتنا وعمرها وعطائها وثمارها، لذا يمكن لفيلسوف او مثقف او لاهوتي او كاتب ان يقول: ان هذه الاقوال تتناقض مع ما يقوله الفيلسوف روسو! نجاوبه بنعم لاننا لا نتماشى مع فكر "روسو" عند هذه النظرية"كل محب لوطنه قاس على الاجانب" وفي مكان اخر يدعو الفيلسوف "وضع الانسان باعلى مرتبة من المواطن" وايضاً هنا لا نتفق معه كوننا نؤمن اننا لا نمر بالانسانية الا من خلال المواطنة.

لذلك نقول للسيدات والسادة الذين يحاولون اليوم الى تجزئتي كمواطن وكانسان : لا ايها الاحبة لا تسجنوني في قفصكم داخل نظام :

القومية دون الوطنية

محبتكم للبعيد قبل القريب

الأنا دون النحن

القانون دون العدالة

القبول دون المساواة

نخدم سيدين في آن واحد

عندما لا نفعل ما نقوله

وجودي ان افقد انسانيتي

تفضيل الانعزال على التقارب

البقاء في الماضي دون النظر الى المستقبل

تقديس ذاتي وتفضلها على الاخرين

افضل قوميتي على قومية الاخرين

الكيل بمكيالين

مصلحة حزبي اعلى من وطني

سقف مذهبي اكبر واعلى من سقف شعبي

طائفتي اولا واخيرا

كنيستي هي الاصح

سلاحي اقوى من حبي

فكري لا افكار الاخرين

تاريخي لا تاريخهم

حضارتي لا حضارتهم

ديني لا دينهم

الحرب قبل السلام

هذه هي انظمة القفص، نعم انها وباء العصر وسببها هي التجزئة، التفرقة، عدم قبول الاخر، عدم الانفتاح على الاخرين، بهذا لا تتجزأونني وحسب، بل تتجزأون الله الى الهة كثيرة وانتم تصلون: الله اكبر! وانتم تقولون :ابانا الله في السموات،،،،،؟ وربكم قتلتموه بايديكم وتطلبون منه القيامة! متى نفهم ذواتنا عندها نفهم الله، متى نحب القريب والبعيد عندها يحبنا الله، متى نطلق سراح الله من انانيتنا وطائفيتنا ومذهبيتنا وحتى قوميتنا عندها تكون العدالة والمساواة، هكذا يفكر الاصيل كل اصيل، ليست الاصالة في التاريخ والجغرافية والحضارة وحسب، وانما الاصالة هي فيً انا، كقائد ورجل دين ومثقف وسياسي عندما اقول اني اصيل: هذا يعني ان لا اكتب في الدستور ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع، ماذا ان كتبوا في اوربا وامريكا ان المسيحية هي المصدر الاوحد للتشريع؟ ماذا ان تقل الصين والهند ان الكونفوشية هي كذلك؟ هذا هو سجن الله في قفص واحد وشريعة واحدة وحزب واحد وفكر واحد وتاريخ واحد وحضارة واحدة، اليس بهذا ندعو الاخرين الى تجزأة الله؟ الى تجزأئتي كانسان؟ الى تجزئتي كمواطن؟ الى تجزئتي كسياسي؟ وهلم جرا

 

النتيجة

سئمنا من القول التعدد والتنوع وقبول الاخر، ايدينا تعبت من كتابة المحبة هي اقوى من السلاح، عجزنا عن تطبيق العدالة والمساواة وبقيت كشعارات وحبر على الورق، ومن جانب آخر انتصرت الانانية والمذهبية والطائفية مرة اخرى، انظروا الى الانتخابات وافرازاتها ومن يريد رجوعنا الى المربع قبل الاول، في حلم الملك الذي فسره يوسف الصديق كان هناك سبع سنوات عجاف تليها سبع سنوات امان ورخاء وراحة ، انه حلم العراقيين اليوم حقاً، يوسف كان المدبر لسبع سنوات قادمة واستمرت، فمن يكون "يوسف العراق" القادم؟

يوسف العراق القادم هو من يطبق عملياً

العراق قبل ايران

العراق قبل السعودية

العراق قبل امريكا

العراق قبل الاخرين

وكلمة "قبل" كقاسم مشترك تعني حب الأخرين "الانسانية" يمر من خلال حب "العراق" – الوطنية – وهكذا تكون الاصالة حقاً، اذن الى حكومة اصيلة قادمة

shabasamir@yahoo.com

http://www.baghdeda.com/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=4879