Skip to main content

ما بعد الكاردينال

هذه هي دورة الحياة، لابد من قبول الأمر كما هو! الانتقال من مرحلة إلى أخرى من مراحل تطور الإنسان المعروفة وبالتالي اجتياز مرحلة البلوغ إلى الحياة الأخرى، هنا يكون الموت هو الوحيد الذي يطبق شعار المساواة بين البشر! لا يطرق الباب! لايعرف الكبير من الصغير! لا يفرق بين الغني والفقير! الإمبراطور والملك والزعيم وآيات الله والشيوخ والسادة والباباوات وعوائل القمامة وأطفال الشوارع والعمال والفلاحين والعالم والجاهل والأمي والمثقف يساويهم الموت وتقسمهم الحياة إلى طبقات! من هنا يفرض علينا احترام الضيف الغير مرغوب فيه "الموت" هذا ان أردنا ان تسير حياتنا بالشكل اللائق الذي نصبو إليه كبشر! والإنسان تبقى ذكراه وتأثير بصماته لأجيال عندما يقدم الخير لمن حوله، من العائلة والمجتمع والوطن والعالم بنسب معروفة بين شخص وآخر، لذا وجوب أخلاقيا قبل ان ننتقد إنسان ما علينا ان نقارن بين فعلنا ونسأل أنفسنا سؤال بسيط:هل نحن نقدم ونفعل ونضحي لأجل غيرنا أكثر منه؟ ان كان جوابنا نعم بقناعة وواقع! عندها يمكننا ان ننقد غيرنا وإلا ننتظر لحين ان نصل إلى بلوغ المرحلة التي وصل إليها الآخر بعدها يمكننا ان نعرف ما هو الحب الحقيقي، ليكن هذا قبل ان يزورنا الضيف الغير مرغوب به هنا

تفرض علينا هذه المقدمة أمر الدخول إلى فكرتنا وموضوعنا، في البداية نعترف بأننا مثقفون! أَمْ جهلة؟ أَمْ أشباه المثقفين؟ وكما هو معروف ان الثقافة ليست طارئة في حياة الإنسان بل هي متجذرة في عمق التاريخ البشري كونها قوة لمجموعة من قواعد وقيم لسلوك الأفراد في المجتمع، أي كل من يحرث ويسقى ويزرع ويحرس ومن ثم يقطف ما ضحى به لأجل تطبيق قيم ومبادئ وأخلاق الخير والحق والجمال وبالتالي وضع البسمة على شفاه الغير والنتيجة الأمان والطمأنينة للآخر كل الآخر، هنا لابد ان نشير انه لا يوجد إنسان مثالي، كلنا نخطأ والمثقف ان يعرف كيف ينهض بتصحيح الخطأ لصالح الأخر، وليس بوضع خطوط حمراء وسوداء في الطريق

الموضوع

ان احد الأسباب الرئيسية لتشرذمنا وتفككنا اليوم هو أننا نسير مع التقليد وروتينه وننتظر الحدث ولا نتحرك إلا بعد وقوعه! في هذه الحالة يكون قطار الزمن قد فاتنا وفرضَ علينا واقعاً جديداً، لأننا فقدنا إحدى صفاتنا كقادة مسيحيين ألا وهي الرؤيا التي هي إدراك لما يمكن ان تؤول إليه الأمور! إذن نحن اليوم نعيش في جو اللامبالاة تجاه الآتي، "الأنباء الواردة عن صحة الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي لا تطمئن، بالرغم من تجاوزه الـ 85 عام (ولد 27 أيلول 1927/تلكيف) نتمنى له عمراً مديداً ولكن الحياة هي هكذا! ولادة وموت وانتظار!"  بهذا نكون أمام استحقاق كنسي لابد منه قانوناً، أي في حالة العجز والمرض ينص القانون الكنسي على تدبير خاص لقيادة السفينة، قراءة الواقع كما هو من بديهيات المفروض معرفتها من قبل السينودس وصناع القرار الكنسي! ولكن نجد ونلمس اليوم هناك انتظار ممل لا داعي له في التحضير لقائد جديد يحمل صفات القائد الحقيقي الذي يوصلنا إلى بر الأمان، ونرى في الآتي الجديد توفر الصفات التالية

 أولا / راع شجاع لا يهاب الشهادة في سبيل سفينته ورعيته

ثانياً / محبوب من معظم الشعب الأصيل (الكلدان والآشوريين والسريان والصابئة المندائيين اليزيديين والعرب الاصلاء) محبوب من الأكراد والتركمان وباق مكونات الشعب العراقي

ثالثاً / غير منتمي لأية جهة سياسية او حزبية او مكون، يفصل بين السياسة والدين، انتماءه لشعبه العريق فقط، بعيد عن الطائفية والمذهبية والعشائرية، عايش شعبه في المحن، أياديه نظيفة كقلبه، ليس لديه ملايين الدولارات في البنك، يفصح عن ثروته عند رسامته

رابعاً / يؤمن بان سقف العراق وحقوق شعبه هي أعلى السقوف

خامساً / يؤمن بأننا شعب واحد وتسمية واحدة أي وحدوي

سادساً / له رؤية مستقبلية للأحداث واتخاذ قرارات جريئة وشجاعة بشأنها، انه الكد والعمل والمثابرة ، يكون خادم للشعب أي سلطة + محبة + أخوة وليس سلطة +سلطة+سلطة!!!انها صفات من يحتاجه شعبنا في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها كنيستنا الكلدانية وشعبنا العراقي بشكل عام

إذن انتظار الحدث خطأ فادح كمؤمنين ومثقفين، ونعتقد ان من واجب الكاردينال الموقر تطبيق القانون الكنسي في هذه الحالة يسجل له التاريخ نقطة بيضاء في تاريخ تسنمه منصب البطريرك، وعلى أعضاء السينودس الأجلاء اتخاذ الخطوات اللازمة ان كنا حقاً مؤمنين بالروح القدس! والله من وراء القصد

27/آذار/2012